سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلاقات بين بلغراد والعواصم الغربية مرشحة للدخول في نفق مظلم جديد . صربيا : الانتخابات الرئاسية الى جولة ثانية حاسمة والراديكالي نيكوليتش يتقدم على سائر المرشحين
اظهرت المعلومات التي تم جمعها عند مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الصربية امس، ان المرشح الراديكالي توميسلاف نيكوليتش حصل على اكثر من 30 في المئة من اصوات الناخبين الذين شاركوا في الاقتراع، محققاً تقدماً بنحو عشر نقاط على المرشح الذي يليه، ما جعله المؤهل الأبرز لخوض الجولة الحاسمة الثانية التي تجرى في 27 الجاري. وأشارت المعلومات نفسها الى تنافس كبير على المرتبة الثانية بين المرشح الحكومي القومي المعتدل دراغان مارشيتشانين والإصلاحي رئيس الحزب الديموقراطي بوريس تاديتش. وعلى رغم وجود 15 مرشحاً في هذه الانتخابات يمثلون مختلف التيارات القومية والديموقراطية، فإن الإقبال على التصويت كان دون المستوى المتوقع، اذ بلغ نحو 53 في المئة من مجموع الناخبين البالغ عددهم نحو ستة ملايين ونصف المليون مواطن، ما اثار التوقعات بأن نسبة المشاركة في الجولة الثانية ستكون دون ال45 في المئة، إلا ان ذلك لن يؤثر في الفائز الذي سيكون الحاصل على العدد الأكبر من الأصوات، وذلك بسبب إلغاء شرط مشاركة اكثر من 50 في المئة من الناخبين لنجاح الانتخابات. وشملت الانتخابات كل انحاء صربيا اضافة الى 241 مركزاً انتخابياً في مناطق التجمعات الصربية في كوسوفو و33 مركزاً في 17 دولة تعيش فيها اعداد كبيرة من الصرب. وانتهت الانتخابات من دون تسجيل اعمال عنف ووصفها الخبراء الدوليون الذين راقبوها بأنها كانت خالية من التجاوزات والتدخلات الحكومية. وأعربت الدوائر الأوروبية والأميركية عن قلقها إزاء التأييد الذي حصل عليه نيكوليتش، وأن يعود في حال انتخابه رئيساً الى سياسات عهد الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، بالتشدد في قضايا كوسوفو والبوسنة والتعاون مع محكمة لاهاي. ويشكل الراديكاليون حالياً الحزب الأقوى في البرلمان الصربي، اذ يسيطرون على 82 مقعداً فيه، ويمثلون نحو ثلث المجموع الكلي لمقاعد البرلمان المتكون من 250 نائباً. ويجمع المراقبون في بلغراد، على ان عدم وفاء الغرب بوعوده للمساعدات الاقتصادية لصربيا وفشل الحكومات التي اعقبت اطاحة ميلوشيفيتش في تحسين المستوى المعيشي للسكان وحل مشكلة كوسوفو، جعلت المواطنين يدعمون المواقف القومية الصربية المتشددة. وتعبر هذه المواقف اساساً، عن تطلعات الصرب المتوارثة، الأمر الذي وفر للراديكاليين ان يصبحوا القوة الرئيسة في صربيا.