قالت مصادر ديبلوماسية واستخباراتية مقرها فيينا، ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقق في ما اذا كان عبدالقدير خان الملقب ب"ابو البرنامج النووي الباكستاني" باع تكنولوجيا تتعلق باسلحة نووية الى سورية. وأوضح ديبلوماسيون وخبراء استخبارات تقارير من وكالات غربية وشرق اوسطية ان خان الذي يعتبر اكبر تاجر في السوق السوداء للاسلحة النووية، التقى مسؤولين سوريين مرات عدة في نهاية التسعينات لمناقشة بيع تكنولوجيا تستخدم في تخصيب اليورانيوم، وهي عمليات لتنقية اليورانيوم الخام ليصبح صالحاً للاستخدام وقوداً للمفاعلات النووية او في تصنيع اسلحة. واعترف خان مؤسس برنامج التسلح النووي الباكستاني في شباط فبراير الماضي باستخدام شبكة تسويق معقدة ومحظورة لبيع تكنولوجيا لتخصيب اليورانيوم الى ليبيا وكوريا الشمالية وايران. وقال ديبلوماسيون ان الوكالة مقتنعة بانه كان لدى خان اكثر من ثلاثة مشترين وأن سورية احدهم على الارجح. وأوضح ديبلوماسي غربي غير اميركي طلب عدم نشر اسمه، "انهم الوكالة يقولون ان خان كانت لديه صلات بدول اخرى وانهم متأكدون بنسبة 99 قي المئة ان ايران وليبيا وكوريا الشمالية لم يكونوا العملاء الوحيدين لخان". وقال الديبلوماسي الذي ينتمي الى دولة من الاعضاء الخمسة والثلاثين في مجلس محافظي الوكالة انه عندما يتحدث الخبراء عن عميل رابع محتمل فإنه يفترض بصورة عامة ان يكون سورية. والوكالة لا تستطيع استجواب خان او مساعديه، لكن يمكن ان تحصل على معلوماتها من المحققين الباكستانيين. واحجمت بعثة سورية لدى الاممالمتحدة في فيينا عن التعليق على التقرير. وقال مسؤول سوري الشهر الماضي ان بلاده ليس لديها "برنامج لحيازة... اسلحة نووية". كما امتنعت الوكالة ايضاً عن التعليق. لكن خبيراً قال انه حتى اذا كان خان باع تجهيزات الى سورية، فإن ذلك لا يعني ان دمشق كانت قريبة من صنع قنبلة. وقال مدير مشروع منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في مؤسسة كارينجي للسلام الدولي جوزيف سيرينسيوني: "يجب ان لا ننزعج في شأن ذلك... هناك شوط طويل ما بين وحدات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم و تصنيع قنبلة". وفي الشهر الماضي ابلغ مسؤولون وكالة "رويترز" ان تقنية تجريبية متقدمة في معلومات الاستخبارات طورتها الولاياتالمتحدة كشفت وجود اجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في حال تشغيل داخل سورية. وقال ديبلوماسيون ان اجهزة الطرد المركزي والتي تدور بسرعة اعلى من سرعة الصوت لتنقية اليورانيوم يمكن ان يكون تم الحصول عليها عن طريق شبكة خان فقط. وقال مسؤولان اميركيان انه حتى التقارير الخاصة عن اجتماع خان ومساعديه مع مسؤولين سوريين والبيع المحتمل لتكنولوجيا نووية غير مؤكدة. واوضح مسؤول عن هذا الامر قائلاً: "ليس لدينا ما يكفي لمعرفة ماذا كانت التقارير دقيقة ام لا، ولكنها حتماً واحدة من الخيوط التي نتابعها وطلبنا من الباكستانيين كذلك متابعتها". وقال مصدر استخباراتي في الشرق الاوسط: "نحن نعلم ان خان اتخذ سمة بائع يتجول في العالم العربي نهاية التسعينات بما في ذلك سورية... ربما كان لديه ايضا تكنولوجيا خاصة بالصواريخ لبيعها مثل التكنولوجيا النووية ولكن لا توجد أدنى شكوك بأن السوريين كانوا مهتمين بالثانية ان لم يكن أكثر".