شدد ممثلو اللجنة الرباعية الدولية على دعمهم القوي لجهود الحكومة المصرية في العمل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوضع ترتيبات لحل الوضع المتأزم وانجاح مبادرة اسرائيل للانسحاب من غزة. وكانت القاهرة توقعت دعم "الرباعية" لجهودها، وهي الرغبة التي ابلغتها لممثليها عشية بدء اجتماع منتجع طابا على الارض المصرية. وقال بيان للسفارة الاميركية في القاهرة تلقت "الحياة" نسخة منه إن مبعوثي الرباعية سيجتمعون في المنطقة مجدداً أوائل تموز يوليو المقبل بحضور فلسطينيين، مشيرا الى أن اجتماعاً للرباعية على المستوى الوزاري سيلتئم في ايلول سبتمبر المقبل. وكان مبعوثو الرباعية عقدوا اجتماعاً أمس في منتجع طابا بحضور كل من مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز والمبعوث الروسي الكسندر كالوجين ومبعوث الاتحاد الاوروبي مارك اوتي ومبعوث الأمين العام للامم المتحدة تيري لارسن. وتبع الاجتماع الذي استغرق ساعتين ونصف الساعة الاجتماع الوزاري للرباعية في نيويورك في الرابع من ايار مايو الماضي، وبحث في سبل دعم البنك الدولي لخطط الاصلاح الاقتصادي والسياسي للسلطة الفلسطينية، خصوصاً في غزة عقب الانسحاب الاسرائيلي منها. وعقد المبعوثون العزم على استغلال فرصة الانسحاب الاسرائيلي كجزء من "خريطة الطريق". وفي طابا، أعلن بيرنز عن المساندة الشديدة من جانب اللجنة الرباعية الدولية للقيادة المصرية وجهودها من أجل تعزيز عملية السلام في الشرق الاوسط بالتعاون مع الاطراف الاخرى في المنطقة، وقال ان هذه الجهود "نقدرها تماماً". وأضاف في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع أن اللجنة اجرت "مناقشات جيدة للغاية بين اعضائها على مستوى المبعوثين في شأن الاساليب التي من خلالها سنواصل استغلال الفرصة التي اتاحتها المبادرة الاسرائيلية الخاصة بالانسحاب من غزة والضفة، وسيتم الإعلان في وقت لاحق عن الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا الشأن والعمل على دفع هذه الجهود من جانب اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي". من جانبه، أكد تيري لارسن خلال المؤتمر الصحافي دعمه ومساندته للجهود التي تبذلها مصر ازاء دفع عملية السلام في المنطقة، كما أعرب اوتي عن تقديره للجهود المصرية. وقالت مصادر قريبة من الاجتماع إنه تم بحث خطط عقد لقاءات لمجموعات العمل المنبثقة عن اللجنة ومجموعات الاتصال وسبل تقديم المساعدات الاقتصادية والاجتماعية الى السلطة الفلسطينية، وكذلك سبل التعاون في هذا الشأن مع الدول والجهات المانحة التي اعربت عن استعدادها لذلك مثل اليابان والنروج والبنك الدولي بموجب الاجتماع الذي عقد في هذا الشأن مع هذه الجهات في روما. وأضافت انه تم التطرق الى الجهود المكثفة التي تبذلها مصر في شأن الانسحاب الاسرائيلي والضمانات التي يتطلبها هذا الامر من جانب الحكومة الاسرائيلية والتخلي عن نيتها في الاحتفاظ بأي ارض في غزة او ممرات انطلاقا من الارض الفلسطينية. وتناول الاجتماع القيود على حركة البضائع الفلسطينية وحركة التنقل بالنسبة الى الفلسطينيين. وقالت المصادر ان اجتماع طابا سيقدم توصيات في شأن كل هذه الامور لرفعها الى وزراء الخارجية والمستويات الاعلى في الرباعية. واشارت الى أنه جرى ايضاً البحث في ما هو المطلوب من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حيال الامور والمسائل والترتيبات المتعلقة بالانسحاب ومعرفة ما يلتزمه كل طرف قبل عملية البدء في إعداد هذه الترتيبات. بيرنز يلتقي شالوم وقريع في غضون ذلك ا ف ب، اعلن مسؤول فلسطيني امس ان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع سيلتقي بيرنز مطلع الاسبوع المقبل على الارجح في رام الله في الضفة الغربية بحضور وزير المال سلام فياض. واوضح ان المحادثات ستتناول الاوضاع الحالية في الاراضي الفلسطينية و"خطة الفصل" و"خريطة الطريق". وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية اعلنت ان بيرنز "يلتقي مساء الخميس وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم".