يبدأ المركز المصري الفرنسي للآثار خلال أيام تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطوير وترميم بهو الأعمدة الكبرى في معبد الكرنك بمدينة الاقصر بالتعاون مع المجلس الاعلى للآثار المصرية. ويتضمن المشروع الذي يجري تنفيذه بمعرفة خبراء ترميم مصريين وفرنسيين أعمال تنظيف للرسوم والنقوش المتبقية على الاعمدة والجدران من الاملاح العالقة بها، وتقوية الاسقف، وحفر وملء الشروخ والفراغات وترميمها، الى جانب تثبيت وتقوية الرسوم والالوان وتجديد أرضيات البهو المقام على مساحة 5500 متر مربع، ويضم نحو 134 عموداً منها 12 عموداً تتوسط البهو على شكل زهرة اللوتس المفتوحة أقامها الملك سيتي الاول، و122 عموداً على شكل زهرة اللوتس "المغلقة" أقامها الملك رمسيس الثاني. ويضم البهو أيضاً تسجيلات لأحداث معركة قادش الشهيرة وتفاصيل أول معاهدة سلام في التاريخ. ومن المتوقع أن تنتهي عملية الترميم في أواخر العام الجاري. ويذكر أن المركز المصري الفرنسي قام في الأعوام السابقة باعادة تركيب المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت واعادة تركيب مقصورتي الملك امنحتب الأول وتحتمس الأول. وتعتبر مجموعة معابد الكرنك من أهم المعالم الأثرية في الأقصر، ويرجع تاريخ تشييدها الى عصر الدولة الوسطى حوالي 2170 ق.م. استناداً على أقدم أثر من الممكن مشاهدته حالياً وهو المقصورة البيضاء للمك سنوسرت الأول في منطقة المتحف المفتوح. ولكن إذا رجعنا الى لوحة الأجداد فإنها تذكر أن الملك خوفو أجرى إصلاحات في معبد أمون في الكرنك، ما يدّل على أن معبد الكرنك أقدم عهداً من عصر الملك خوفو وربما يرجع الى عصر الأسرة الثالثة. وتحتوي منطقة الكرنك على مقاصير ومعابد عدة كُرست لعبادة آلهة مصر المختلفة الى جانب ثالوث طيبة أمون - موت - خنسو. ويتوسط مجموعة المعابد معبد أمون الكبير الذي يمتد على محورين شرقي وغربي يمثلان شروق الشمس وغروبها، ومحورين جنوبي وشمالي ربما يمثلان مجرى نهر النيل. يبدأ معبد أمون من المرسى، ذلك ان الاحجار المستخدمة في بناء معابد الكرنك جاءت عبر النيل من جبال ومحاجر اسوان. ثم طريق الكباش وهي من عصر الملك رمسيس الثاني، فالصرح الأول من أعمال الملك نخت نب - اف، وهو من أكبر الصروح في معبد أمون لكن لم يكتمل تشييده لظروف غامضة. أما الصرح الثاني فيضم صالة الأعمدة الكبرى وتحوي 134 عموداً من عصر رمسيس الثاني وسيتي الأول، ثم الصرح الثالث ومسلة تحتمس الأول، فالصرحان الرابع والخامس وبينهما مسلة الملكة حتشبسوت، والصرح السادس قدس الأقداس من عصر الملك فيليب أريديوس ويعتبر أهم مكان في المعبد حيث يجري الزورق الخاص بالإله أمون وتمثاله الذهبي.