انتهى المجلس الأعلى للآثار المصرية من تنفيذ مشروع اعادة تركيب وتشييد أعمدة فناء الملك تحتمس الرابع داخل المتحف المفتوح في معابد الكرنك في الأقصر. وقال مدير عام منطقة آثار مصر العليا الدكتور هيكل غالي: نفّذ هذا المشروع المركز المصري الفرنسي لترميم الآثار وتضمن اعادة بناء 36 عموداً جُمعت أحجارها المتناثرة وترميم وتقوية نقوشها، واستغرق العمل فيه نحو 8 أعوام، الى جانب تركيب أعتاب وأحجار جديدة لأرضية فناء المعبد. وتعتبر الأقصر أهم مشتى سياحي في مصر، وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية، حيث تتوزع الآثار فيها بين البرين الغربي والشرقي، ويطلق على البر الشرقي اسم مدينة الأحياء في العصور الفرعونية، وتوجد المعابد الدينية وقصور الملوك وعامة الشعب ومنها معبدا الكرنك والأقصر اللذان شيدا لتحية الشمس وتمجيد شروقها. يقع معبد الكرنك على بعد 3 كيلومترات شمال الأقصر، وشيد لعبادة الاله آمون رب طيبة، وقد بدأ تشييده منذ الأسرة الثالثة بين 2680 - 2780 قبل الميلاد حتى الدولة الوسطى. وتزين مدخل المعبد تماثيل الكباش لها وجه كبش وجسم أسد التي تمثل آمون رمز الخير والخصوبة، ونُحتت أسفل رؤوس الكباش تماثيل صغيرة لرمسيس الثاني. ومع غروب الشمس في معبد الكرنك تقام يومياً عروض للصوت والضوء، وهي عروض شيقة تُستخدم فيها الكلمات والأضواء والموسيقى. ويقدم البرنامج الذي انشأته شركة مصر للصوت والضوء العام 1972 بسبع لغات. أما معبد الأقصر، وهو المعبد الجنوبي المكرس لعبادة الاله آمون، فيتألف من صرح يؤدي الى فناء ثم بهو الأعمدة ومنه الى قدس الأقداس، ويعود تاريخه الى الملك امنحوتب الثالث، وان كان بعض أجزائه تعرّض للهبوط ما استدعى تدخل المجلس الأعلى للآثار المصرية فسُحبت المياه الجوفية من أسفله وأُعيد الى شكله الطبيعي. يُطلق على آثار البر الغربي اسم مدينة الموتى لما يكثر فيها من مقابر خاصة بالنبلاء ووادي الملوك والملكات ومعبد حتشبسوت. أما وادي الملوك فيقع وسط السلاسل الجبلية التي تسمى "القرنة" في منطقة الأقصر، وتحوي على 62 مقبرة منها 16 مفتوحة للزيارة من أشهرها مقبرة توت عنخ آمون ورمسيس الثاني. وتعد تلك المنطقة الأثرية الأولى في برنامج زيارة المعالم الأثرية، ويعتبر وادي الملكات أشهر مقبرة في هذا الوادي للملكة نفرتاري زوجة رمسيس الثاني، وهي تزخر بالنقوش والرسوم الجدرانية الحية ذات الألوان الزاهية والثابتة. ويستطيع السياح الوافدون الى الأقصر زيارة الآثار التاريخية من خلال الرحلات النيلية التي تكتسب شعبية متزايدة من قبل السياح حيث يمكنهم زيارة المناطق السياحية والمزارات التاريخية المثيرة للاهتمام في مركب سياحي أو سفينة تجارية أو فلوكة، وهذه تعتبر أكثر الرحلات ترفاً خصوصاً لهواة المغامرات. أما هواة المتعة والراحة فيستخدمون السفن السياحية ذات النجوم الخمس والتي تضم مسابح، وتتوقف عند الاماكن التاريخية التي تقع على امتداد مجرى النيل مثل وادي الملوك وبحيرة ناصر ومعبد الكرنك وابو سمبل واسنا وأدفو.