كشف مسؤول عسكري اسرائيلي أمس أن الجيش يخطط لإقامة "حدود يتم التحكم فيها عن بعد" مع قطاع غزة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منه. وتشمل هذه العملية سيارات دورية من دون جنود ونقاط مراقبة بالكومبيوتر تستطيع تحديد المهاجمين تلقائياً وقتلهم. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ الخطة موجودة، لكن الخطة ذاتها لم تقر رسمياً بعد، مشيراً الى "خيارات أخرى" لمعالجة الموضوع. وبدأت السلطة والفصائل الفلسطينية بدرس اتفاق لإدارة القطاع استعداداً للانسحاب الاسرائيلي. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ان الاتفاق سيكتمل بعد محادثات اضافية في القاهرة. وأفاد مسؤولون عسكريون اسرائيليون ان رئيس الوزراء آرييل شارون يتوقع من قيادة الجيش تقديم خطة مفصلة للانسحاب من غزة بحلول الشهر المقبل. ويقدر مسؤولو الجيش ان الانسحاب سيكلف نحو 223 مليون دولار. وتعمل مجموعة متخصصة من الجيش على اعداد تصميم جديد لمنطقة الحدود، وتدرس فكرة "حدود تدار عن بعد" تخفض عدد الجنود المطلوبين للمراقبة في المنطقة. واكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان هذا النظام يستطيع ايضا تحديد نوع السلاح المطلوب للرد على المهاجمين. وتعمق هذه الخطط المخاوف الفلسطينية من ان اسرائيل ستتحكم في كل الحركة من غزة واليها. وقال الوزير الفلسطيني صائب عريقات إن "الحكومة الاسرائيلية تريد ان تحول قطاع غزة الى سجن كبير يضم 3،1 مليون شخص". واضاف: "اعتقد ان من الافضل ان يكون هناك تعاون امني. هذا ما يفعله الناس عندما تكون بينهم حدود مشتركة". من جهة أخرى، أفادت صحيفة "معاريف" أمس ان اسرائيل تعتزم تشكيل وحدة خاصة قوامها نحو الفي جندي لتتولى اجلاء 7500 مستوطن من قطاع غزة في اطار خطة الانسحاب. واضافت ان اختيار عناصر هذه الوحدة سيتم بعناية بحيث لا يكون بينهم معارضو ضمير يمكن ان يرفضوا تنفيذ الأوامر لأسباب عقائدية. وأوضحت ان الجيش فضل لهذا السبب الاستعانة بالجنود المتطوعين وليس بالمجندين الاحتياط، مشيرة الى ان الوحدة التي يرأسها الجنرال في الاحتياط يوسي ترجمان وتضم عشرات الضباط، ستعمل بالتعاون مع الشرطة. وأعلن مصدر عسكري ان "جنرالاً في قيادة منطقة الجنوب العسكرية التي تغطي قطاع غزة مكلف الاشراف على التحضيرات العسكرية والتطورات المرتبطة بخطة الفصل". وكان شارون اكد مساء اول من امس تصميمه على تطبيق خطة الانسحاب، موضحاً في حفلة اقيمت في ذكرى مقتل رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن، انه يستوحي مبادراته من بيغن الذي فكك المستوطنات في سيناء عام 1982 بعد توقيع اتفاق سلام مع مصر. وقال شارون الذي اشرف على انسحاب القوات الاسرائيلية من سيناء بصفته وزيراً للدفاع حينذاك ان بيغن "حقق اختراقاً تاريخياً بتوقيعه اتفاق السلام مع مصر".