تظاهرت عشرات النساء العراقيات أمس في بغداد للتنديد باعتقال النساء والاحداث في سجون قوات الاحتلال، وطالبن باطلاق المعتقلين واحترام حقوق الانسان. وتجمعت النسوة امام مسجد ابو حنيفة وسط بغداد بعد انتهاء صلاة الجمعة وهن يرفعن لافتات كتب عليها "العراقية ليست مادة للانتهاك" و"لا للاعتقال العشوائي للنساء" و"لا سجن ولا توقيف الا بتهمة جنائية" و"ليس للاحتلال الحق في ان يشرع باعتقال ابنائنا وازواجنا واخواننا" و"نريد عودة ابنائنا المعتقلين بتهمة الاشتباه". وقالت هناء ابراهيم رئيسة هيئة "ارادة المرأة"، وهي احدى المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة التي تأسست بعد فضيحة سجن ابو غريب، ان "المرأة العراقية تعتبر احدى اكبر ضحايا الاحتلال الاميركي للعراق". واضافت: "ليس هناك احد تعرض لظروف مشابهة لما تعرضت اليه المرأة العراقية في ظل الاحتلال. فالمرأة في العراق فقدت ابسط حقوقها، واعتقلت رهينة بدلاً من زوجها او اخيها او نظراً لانتسابها الى رجل، واقتحم منزلها وواجهت مختلف انواع العنف والانتهاك". واتهمت ابراهيم سلطات الاحتلال "بحجب الارقام الصحيحة لعدد النساء المعتقلات في السجون العراقية"، وقالت ان "كل ما اعرفه هو ان هناك العديد من المعتقلات البريئات يجب اطلاق سراحهن بأسرع وقت ممكن". ولفتت المحامية زاهرة الجنابي الى ان "النساء يعاملن معاملة غير انسانية وقاسية في السجون، وهن محرومات من ابسط حقوق الانسان". واضافت ان "الغريب في الامر انه لا يسمح لاي جهة عراقية مستقلة بالتقصي عما حصل في السجون العراقية من انتهاك لحقوق السجناء والسجينات". واوضحت ان "المشكلة ان النساء اللواتي أطلقن يرفضن الافصاح عن اسمائهن كما يرفضن المشاركة في مثل هذه التظاهرات لفضح ما تعرضوا له من انتهاك نظراً للتقاليد الشرقية واحتراماً لمشاعر ذويهم وازواجهم". وأكد المعتقل السابق في سجن ابو غريب ظافر البدري 45 عاماً الذي شارك في التظاهرة انه اعتقل لمدة اربعة اشهر في سجن ابو غريب "ليس لسبب الا لكون الجنود الاميركيين الذين جاؤوا ليلة 31 كانون الثاني يناير لاعتقال والد زوجته البعثي السابق ولكنهم لم يجدوه فاعتقلوه بدلاً عنه. وأوضح: "بقيت في السجن مثل الرهينة على امل ان يسلم والد زوجتي نفسه. ووصل الامر الى حد توجيه تهمة التعرض لقوات التحالف".