يزور الخرطوم في نهاية الشهر الجاري الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لإطلاق مبادرة تهدف الى حل أزمة دارفور والتشاور لتشكيل بعثة دولية لحفظ السلام في السودان. وتعهدت الحكومة السودانية أمس، بنزع أسلحة الميليشيات وكشفت ان نحو 430 من رجال الشرطة قتلوا في المواجهات في غرب السودان. وقال وزير الدولة للخارجية الدكتور التجاني فضيل ان الحكومة تلقت اتصالاً من انان عبر بعثة السودان في نيويورك أبدى فيه رغبته في زيارة البلاد. وتوقع حصول الزيارة في نهاية الشهر. وعلم ان انان التقى وزير التجارة الخارجية السودانية عبدالحميد موسى كاشا في البرازيل، قبل يومين، وأبلغه رغبته إجراء محادثات مع المسؤولين السودانيين لحل أزمة دارفور، محذراً من ان الأوضاع تنذر بخطر كبير في المنطقة. وأبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان انان يواجه ضغوطاً غربية لاتخاذ مواقف اكثر حسماً لمنع وقوع كارثة في دارفور، ومطالبات للأمم المتحدة للتدخل عسكرياً في حال عدم تعاون الخرطوم بشكل كاف. وينتظر ان يجري انان محادثات مع المسؤولين لتشكيل بعثة دولية لحفظ السلام في السودان بعد توقيع اتفاق السلام النهائي في جنوب السودان مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق، خصوصاً ان مجلس الأمن قرر الاسبوع الماضي ارسال بعثة سياسية الى السودان لمدة ثلاثة اشهر تمهيداً لتشكيل بعثة لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام. الى ذلك، تعهد وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين أمام البرلمان، خلال عرضه خطة لفرض الأمن والاستقرار في دارفور، بنزع أسلحة الميليشيات والسيطرة على السلاح في الاقليم. وكشف وزير الدولة للداخلية أحمد محمد هارون امام البرلمان ايضاً ان الشرطة فقدت 408 جنود و21 ضابطاً و68 مركزاً دمرها المتمردون في الفترة السابقة. وحمّل المتمردين مسؤولية مقتل 7 ضباط و92 شرطياً بعد انهيار الهدنة التي وقعها الطرفان في أبشي التشادية واتهمهم بخرق الهدنة. وقال هارون ان خطة الحكومة الجديدة التي تستند الى نشر قوات من الشرطة وانفتاحها بشكل متوازن واجراء تنقلات في صفوف القوات النظامية في ولايات دارفور الثلاث ستفرض وضعاً جديداً يمكن الحكومة من السيطرة على الأقليم. الى ذلك، سيتوجه الى باريس اليوم وزير الدولة للشؤون الانسانية محمد يوسف عبدالله لاجراء اتصالات مع بعض قيادات متمردي دارفور التي تقيم في فرنسا، وكان عبدالله اجرى اتصالات مماثلة مع قيادات التمرد في المانيا وجنيف. وفي نيروبي اف ب، اعلنت منظمة الاممالمتحدة للطفولة يونيسف في بيان لمناسبة يوم الطفل الافريقي ان "نحو 95 الف طفل دون الخامسة قضوا العام الماضي في جنوب السودان منطقة يقارب عدد سكانها 7.4 ملايين نسمة، معظمهم من امراض يمكن تفاديها". وقالت: "بعد 21 سنة من الحرب، يحتل جنوب السودان اسوأ مرتبة في العالم في ما يتعلق بالمؤشرات الاساسية عن مستوى معيشة النساء والاطفال، ولا سيما مستوى سوء التغذية المزمن والالتحاق بالمدرسة والتلقيح والعناية ما قبل الولادة"، معتبرة ان "وضع نساء واطفال جنوب السودان مثير للصدمة"، اذ ان "امرأة من اصل تسع نساء تموت اثناء الحمل او الولادة وان واحدة في المئة فقط من الفتيات تنهي دراستها الابتدائية". واعلن رئيس عمليات "يونيسف" في جنوب السودان بيرنت آسن، بحسب ما جاء في البيان: "نعرف ان في وسعنا تحسين حياة الاطفال السودانيين الى حد بعيد اذا ما حققت عملية السلام بين الخرطوم والمتمردين نجاحا".