صعدت السلطات الباكستانية لهجتها ضد الارهاب، فيما تصاعدت وتيرة العنف في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان. وأعلنت تفكيك خلية جديدة تطلق على نفسها اسم "جند الله" على علاقة بتنظيم "القاعدة"، مؤكدة عزمها على تنفيذ المزيد من الاعتقالات، في حين أدى انفجار شاحنة في وزيرستان إلى قتل أربعة من رجال القوات شبه العسكرية وجرح ثلاثة آخرين. وفي غضون ذلك، أكدت القوات الأميركية في افغانستان عزمها على ضمان امن الانتخابات المقبلة، مشيرة الى قتل أكثر من 80 من عناصر "طالبان" واعتقال 90 آخرين في أقل من شهر في إقليم زابول. أعلنت الحكومة الباكستانية أمس عن تفكيكها خلية جديدة تطلق على نفسها اسم "جند الله" مرتبطة بتنظيم "القاعدة" وتقف خلف الهجمات العسكرية التي تعرضت لها مصالح غربية وباكستانية حكومية خلال الأسابيع الماضية. وقال قائد شرطة كراتشي إن المجموعة المؤلفة من 20 عنصراً اعتقل منهم ثمانية أشخاص، بينهم مصارب العروتشي ابن عم خالد محمد شيخ العقل "العقل المدبر" لاعتداءات 11 أيلول والذي كان اعتقل قبل أكثر من عام في كراتشي. وعرف من المعتقلين ايضاً داود بندي وعطاء الرحمن. وأكد وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة إن السلطات الباكستانية تتوقع اعتقال المزيد. ولفت إلى إن القوات الباكستانية ألقت القبض على عنصر آخر غير باكستاني من رجال "القاعدة" يعتقد انه متورط في العديد من الهجمات ضد الشيعة في مدينة كويتا جنوب غربي البلاد، وامتنع عن ذكر أي تفاصيل لأسباب وصفها بالأمنية. أما وزير الإعلام شيخ رشيد، فقال إنه "يجرى التحقيق مع المشتبه بهم، مما يسرع الخطى في عملية تفكيك الخلية ونتوقع القيام بمزيد من الاعتقالات". وأعرب عن اعتقاده بأن المتشددين كانوا يحضرون تدريبات بأحد معسكرات القاعدة في جنوب وزيرستان حيث يقوم الجيش بعملية تطهير بعد حملة عنيفة في الأسبوع الماضي قرب بلدة وانا. وقال الجنرال شوكت سلطان الناطق باسم الجيش ان "معظم المتشددين الأجانب واتباعهم المحليين قتلوا أو اضطروا للتفرق" في المناطق القبلية. وأضاف أن 17 جندياً وثلاثة مدنيين قتلوا في الاشتباكات هناك. وأكد سكان منطقة القبائل أن المقاتلات الحكومية حلقت فوق بلدة وانا أمس، الا أنها لم تلق أي قنابل. وأضافوا انه لم ترد أي أنباء عن تبادل لإطلاق النار. وطالبت القبائل الحكومة الباكستانية في اقليم جنوب وزيرستان خلال جلسة قبلية لها بفتح الأسواق والطرقات الى المنطقة التي ضرب عليها الجيش الباكستاني حصاراً اقتصادياً لعدم تعاونها في تسجيل الأجانب الذين تؤويهم . ولا تزال المفاوضات مستمرة بين الطرفين لفك الحصار الذي دخل أسبوعه الثالث. انفجار شاحنة وقتل أربعة من رجال القوات شبه العسكرية وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار شاحنة عسكرية أمس في منطقة شمال وزيرستان القبلية قرب الحدود الأفغانية. وقال المسؤول الأمني سيد ظاهر الإسلام إن القنبلة التي جرى التحكم بها عن بعد، فجرت لدى مرور آلية عسكرية على طريق تربط بين مدينتي ميرانشاه ومير علي. وطاردت قوات الأمن منفذي الهجوم واعتقلت ستة أشخاص. قتل 80 "طالبانياً" واعتقال 90 آخرين وفي كابول، أعلن الناطق العسكري الأميركي الكولونيل تاكر مانساغر أمس، أن الجيش الأميركي قتل أكثر من 80 مقاتلاً من "طالبان" واعتقل نحو تسعين آخرين منذ 25 أيار مايو الماضي، خلال عملية مشتركة واسعة النطاق شنها مع القوات الأفغانية في إقليم زابول جنوب شرقي أفغانستان. ورفض تحديد إذا ما كان القتلى أو المعتقلين من القيادات العليا أو المتوسطة للحركة. وأضاف أن غالبية قتلى "طالبان"، سقطوا في غارات جوية. كما قال ان جنوداً أميركيين تعرضوا لهجوم بالأسلحة الرشاشة في إقليم بكتيكا يوم الجمعة الماضي، موضحاً أن الهجوم وقع قرب قاعدة شكين الأميركية المحاذية للحدود الباكستانية ولم يسفر عن ضحايا. على صعيد آخر، قال مانساغر انه ليست لديه أي معلومات في شأن اعتقال القوات الباكستانية لعنصر "شديد الأهمية"، الا انه أشاد بهجوم القوات الباكستانية في جنوب وزيرستان.