تباين موقف سفراء دول المجموعة الاوروبية في الرياض بشأن تقويم الوضع الأمني لرعاياهم في المملكة العربية السعودية ودرجة التحذير الواجب توجيهه اليهم، في حين بدأ العديد من الرعايا تسفير عائلاتهم مع بداية العطلة الصيفية، كما جددت السفارة الاميركية دعوة رعاياها الى مغادرة المملكة. وكان سفراء دول المجموعة الاوروبية عقدوا الأحد الماضي اجتماعهم الثاني، خلال اسبوع، لتقويم الوضع الأمني لرعاياهم في السعودية اثر الاعتداءات الارهابية الاخيرة التي طاولت غربيين. وتباينت آراء السفراء حول ما اذا كان من الضروري توجيه طلب الى رعاياهم بالمغادرة ام الاكتفاء بمطالبتهم بأخذ الحيطة والحذر. وعلمت "الحياة" ان السفير الهولندي في الرياض كان الأكثر تشدداً في حض الرعايا على المغادرة، في حين عارض السفير البريطاني شيرارد كولز كوبر ذلك بشدة موضحاً: "ان هذا الطلب يحقق هدف الارهابيين من عملياتهم وهو طرد الاجانب من المملكة، ومن الواجب ان لا نساعدهم في ذلك". وأيده السفير الفرنسي برنارد بوليتي الذي اقترح الاكتفاء بتحذير الرعايا لأخذ المزيد من الحيطة وترك أمر تسفير عائلاتهم لتقديرهم الشخصي، وهو ما يسمى بالحالة "أ"، ولكن بسبب اصرار السفير الهولندي اتفق السفراء على ترك القرار لكل سفارة حسب تقديرها، وعلى مواصلة الاجتماع مرة في الاسبوع على الاقل. وكان الاجتماع الاوروبي عقد قبل حصول الاعتداءين الاخيرين في الرياض اللذين استهدفا صحافيين بريطانيين ومواطناً أميركياً. وابلغ ديبلوماسيون غربيون "الحياة" انه "مع حلول الاجازات الدراسية يتوقع ان يعمد العديد من الرعايا الاجانب الى تسفير عائلاتهم"، وفي هذا المجال علمت "الحياة" ان ادارة المدرسة الفرنسية في الرياض قررت التبكير في إنهاء العام الدراسي قبل اسبوعين من الموعد المقرر. الى ذلك سجلت مصادر طبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي تقدماً نسبياً في حال مراسل هيئة الاذاعة البريطانية فرانك غاردنر الذي يعالج فيه بعد اصابته بالرصاص الاحد الماضي، وسمح هذا التحسن بإجراء عملية جراحية جديدة له. وقام السفير البريطاني لدى الرياض ترافقه أرملة كامبرز ومسؤول من هيئة الاذاعة البريطانية بزيارة موقع الحادث في حي انمار بمنطقة السويدي جنوب غربي العاصمة السعودية.