تعكف اللجنة المستقلة للانتخابات في فنزويلا على المصادقة على تواقيع أكثر من مليون مواطن جمعتها المعارضة بهدف تنظيم استفتاء تسعى من خلاله إلى اطاحة الرئيس هوغو تشافيز. ووعدت اللجنة بالحسم هذا الاسبوع في طلب اجراء الاستفتاء الذي سمح به الدستور بناء على اقتراح قدمه تشافيز نفسه وأقر في كانون الأول ديسمبر 1999. وفي وقت أعلن تشافيز رضوخه لما تقرره اللجنة، يتخوّف البعض في المعارضة من تراجع حظوظها باعتبار أن الرئيس الذي أعيد انتخابه عام 2000 لولاية من ست سنوات، أحكم قبضته على المؤسسات الرئيسة كمكتب الادعاء العام والمحكمة العليا بأعضائها العشرين الذين سيحكّمون في مسألة شرعية التواقيع. وأكد فرانشيسكو كاراسكويرو رئيس المجلس الوطني الانتخابي أن قرار تنظيم استفتاء او عدمه، سيعلن في الرابع أو الخامس من حزيران يونيو الجاري، ما لم يحدث تأخير لأسباب قاهرة. وجاء كلامه في مؤتمر صحافي في ختام اليوم الثالث والأخير من عملية المصادقة على مليون توقيع تحفظت عنها اللجنة من اصل ثلاثة ملايين توقيع جمعتها المعارضة لتنظيم استفتاء وقدمتها في آذار مارس. وأكد إنريكيه مندوزا زعيم حركة التنسيق الوطني ان التحالف المعارض لتشافيز "سينظم الاستفتاء في الثامن من آب أغسطس المقبل. وجمعنا عدداً كافياً من التواقيع لا يمكن تجاوزه". وقال فيرناندو روبيو 46 عاماً الناشط في المعارضة والذي يشارك في احتساب الأصوات: "خسارة الوظائف وارتفاع نسبة البطالة، يؤثران في مستوى المعيشة. لذا علينا إخراجه تشافيز من هنا"، إذ تشكل فكرة الخسارة بالنسبة إلى المعارضة "مصيبة بحق الديموقراطية المهتزة في فنزويلا". غير أن الكثيرين يتحدثون عن إنجازات تشافيز، إذ خصص موازنات عالية للتعليم والرعاية الصحية وغيرهما من البرامج الاجتماعية. ورجحت استطلاعات الرأي التي أجريت في نيسان أبريل الماضي، ان يؤدي الاستفتاء الى استمراره في السلطة. وقالت روزا رودريغيز 48 عاماً: "إنه رئيس يستقبلنا دائماً بيدين ممدودتين. إنه الوحيد الذي زار منطقتنا. لن يكون هناك استفتاء". كارتر يشرف على الاستفتاء وأعلن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي يتوقع ان تراقب مؤسسته الاستفتاء، أن تشافيز وعد بقبول نتيجة جمع التواقيع، في حين رفضت الحكومة إعلان زعماء المعارضة فوزهم قبل ظهور النتيجة رسمياً. وقال تشافيز: "إذا وجد المجلس غداً أو بعد غد أن المعارضة حصلت على العدد الكافي من التواقيع سنقوم بتنظيم استفتاء"، مضيفاً: "أنا لا أخاف من الاستفتاء. عندي قوتي السياسية والشعبية". وأبدى الرئيس اعتراضه على اتهامات المعارضة له بأنه يريد إقامة نظام مشابه للنظام الشيوعي في كوبا، وقال: "تحدثت إلى فيدل كاسترو ثماني ساعات تقريباً ولا يمكن أن نتحدث اقل من هذه المدة معه. أريد أن أقول لكم إن فيدل شيوعي ولكنني لست شيوعياً".