تواصلت امس عمليات الاغتيال والتفجير في بغداد، في وقت استمرت المواجهات في الكوفة مع تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقتل جنديان اميركيان وسيدة عراقية خلال مواجهات جرت ليل الاحد في الكوفة. وانفجرت سيارة صباحاً في منطقة الحارثية في بغداد، ثم انفجرت سيارة ثانية الواحدة بعد الظهر عند مدخل المنطقة الخضراء، قرب المكان الذي جرى فيه اغتيال الرئيس الدوري السابق لمجلس الحكم عز الدين سليم قبل ثلاثة اسابيع. وسقط في الهجومين 4 قتلى و21 جريحاً، وأتى ذلك في وقت قالت الشرطة انها قبضت على احد قاتلي المنسق الاعلامي ل"الحزب الاسلامي" قحطان الربيعي، والذي تم اغتياله مساء اول من امس، لدى خروجه من مسجد قريب من منزله في منطقة المحمودية حيث كان يعتكف، اثر تلقيه تهديدات من مجموعات سلفية لمشاركته في الوساطة التي سمحت بفك الحصار عن الفلوجة في نيسان ابريل ا لماضي. واعلنت جمعية الصحافيين الهولنديين خطف وقتل عراقيين احدهما يعمل سائقاً والاخر حارساً لصحافيين هولنديين في بغداد. اعلن الكولونيل مايك موراي ان 4 عراقيين قتلوا واصيب اكثر من 21 بتفجير سيارة مفخخة عند مدخل المنطقة الخضراء في بغداد، وقال انه لا يعرف هدف الهجوم لكن شهوداً قالوا ان سيارة عضو مجلس الحكم الانتقالي، رئيس الوزراء المعين اياد علاوي مرّت في المنطقة قبل دقائق قليلة من وقوع الانفجار. وكانت سيارة اخرى انفجرت في منطقة الحارثية قرب منزل نعيم حداد، المسؤول السابق في حزب البعث، ودمرته تدميراً كاملاً واصيبت زوجته وثلاثة من اولاده، وتجمع حول السيارة عراقيون راحوا يهتفون ضد قوات الاحتلال فأطلق الجنوب الاميركيون النار في الهواء لتفريقهم. وأكد جندي أميركي ان الانفجار نجم عن "عبوة ناسفة بدائية الصنع مزروعة في عربة" وهو مصطلح يستخدمه الجيش الأميركي في الاشارة الى السيارة الملغومة. ولكن بعض الشهود قالوا انهم يعتقدون بأن صاروخاً أو قذيفة هاون سقطت في الشارع. وفي أعقاب الانفجار حاول بعض العراقيين مساعدة الجرحى وجمع أشلاء القتلى. في كركوك، أكدت الشرطة العراقية ان مترجماً يعمل لدى "التحالف" في المطار أصيب أمس بجروح خطرة بعدما أطلق مسلحون النار على سيارته، فيما أعلن المجلس البلدي حال الطوارئ بعد سلسلة من الاغتيالات. وقال العقيد سرحت قادر ان "مسلحين مجهولي الهوية أطلقوا النار على سيارة كاميران أحمد الذي يعمل مترجماً لدى قوات "التحالف" في مطار كوكوك شمال المدينة ما أدى الى اصابته بجروح خطرة". وأوضح قادر ان "الهجوم وقع في منطقة القادسية شرق المدينة، وان المصاب نقل الى المستشفى الأميركي لتلقي العلاج اللازم". وأضاف ان "أحد المهاجمين اعتقل بعدما لاحقه السكان وألقوا القبض عليه. وعلق أعضاء المجلس البلدي في المدينة اجتماعهم الاسبوعي احتجاجاً على موجة الاغتيالات التي استهدفت مسؤولين. وصرح رئيس المجلس البلدي تحسين قيها انه "تم اعلان حال الطوارئ ووضعت الشرطة في كركوك في حال تأهب قصوى تحسباً لوقوع هجمات جديدة ضد المسؤولين". وأكد ان شرطيين سيرافقان كل عضو من أعضاء المجلس الأربعين وستعزز الشرطة دورياتها. وكان رئيس قوات الدفاع المدني الكردي قتل السبت في كركوك مع أفراد عائلته بعد اطلاق النار عليهم. وقتل تركماني الجمعة في هجوم على مقر الحزب التركماني في اشتباك مع فصيل منافس. الى ذلك، أعلن نائب رئيس "الحزب الاسلامي" العراقي ان مسلحين قتلوا مسؤولاً كبيراً في الحزب اثناء عودته الى منزله بسيارته في وقت متأخر ليل الأحد. وقال اياد السامرائي ان أربعة مسلحين هاجموا قحطان الربيعي الذي كان مسؤولاً عن شؤون الاذاعة والتلفزيون خلال مغادرته بغداد عائداً الى منزله في المحمودية. وأضاف السامرائي ان الحزب يعتقد بأنه اغتيل ولكنه ينتظر ما ستصرح به الشرطة. وزاد ان السكان أمسكوا بأحد المهاجمين وسلموه الى مقر الحزب في بغداد، ورئيس الحزب محسن عبدالحميد عضو بارز في مجلس الحكم الذي يعمل حالياً لتشكيل حكومة موقتة تتولى السلطة من الاميركيين. اشتباكات بين الاميركيين وجيش المهدي قتل جنديان اميركيان وسيدة عراقية في مواجهات جرت ليل الاحد في مدينة الكوفة. واعلن الجيش الاميركي في بيان امس مقتل الجنديين في هجومين منفصلين وقعا جنوبالمدينة. واوضح ان احد العسكريين قتل عندما تعرضت دوريته لاطلاق نار من اسلحة خفيفة بينما قتل الثاني في هجوم بقذيفة "آر بي جي" على دبابته. وتوفي جندي ثالث متأثراً بجروح اصيب بها في مدينة الموصل. وقتلت سيدة عراقية تدعى حميدة عباس عودة 40 عاماً مساء الاحد عندما دمر منزلها الواقع في ضاحية الكوفة "بنيران دبابات ومروحيات"، حسبما ذكر جيران لها. وقال علاء عبد الحسين ان "المواجهات بدأت حوالى الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي واصيب منزل ابو زكي. وقتلت السيدة العراقية على الفور بينما جرح ثلاثة من اولادها الاربعة ولم يصب والدهم بأذى". وفي مستشفى الكوفة، تحدث المسؤول في قسم الطوارىء مشتاق طالب عن تسعة جرحى، بينهم اثنان اصابتهما خطرة. وقطعت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الخميس بين الميليشيا الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقوات التحالف، مرات في الكوفة، وقتل في المواجهات الجمعة والسبت اربعة عراقيين وجرح 22 آخرون. وقال الضابط علي حمزة ان "سيارة مفخخة انفجرت على الطريق بين السماوة والناصرية على بعد حوالى 500 متر عن مقر التحالف" في هذه المنطقة. واضاف ان "السيارة كانت متوقفة على الطريق لمهاجمة الدوريات الاميركية عندما انفجرت بعد مرور آليات عسكرية". واكد ان الانفجار لم يسبب اصابات.