دان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الرئيس الأميركي جورج بوش بسبب الانتهاكات التي ارتكبها جنود اميركيون بحق معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب قرب بغداد. وقال في خطبة الجمعة في الكوفة أمس: "أي نوع من الحرية والديموقراطية يمكن ان نتوقع منكم الاميركيين عندما تستمتعون بتعذيب السجناء العراقيين؟". ووصف الصدر في كلمته التي نقلت جانباً منها قناة "الجزيرة" القطرية "اعتذار بوش" بأنه "غير كاف. فهذه الجريمة لا تعالج باعتذار". وطالب باخضاع المسؤولين عن هذه الجريمة الى المحاكمة، وقال: "اطالب العالم باخضاع بوش وكل من ارتكب الجريمة البشعة في ابو غريب لمحاكم عراقية"، مؤكداً ان تلك المحاكم "يجب ان تكون في المكان نفسه والاسلوب نفسه الذي تعرض له العراقيون هناك"، اي في سجن ابو غريب. واضاف الصدر: "هؤلاء اسرى وليسوا معتقلين"، وطالب ب"تدمير السجن الارهابي او تحويله الى مؤسسة ثقافية والافراج عن كل الاسرى الموجودين فيه واحالة المجرمين الى المحاكمة". وهدد في حال لم يتم ذلك ب"فعل ما لا يمكن لكم ان تعرفوه". ولفت الصدر الى ان "أميركا تدعي انها تحارب الارهاب ولا ترعاه، وانها تنشر العدالة والمساواة والحرية والديموقراطية بين الشعوب. لكنها تقوم الآن بالاعمال ذاتها التي كان يقوم بها الشيطان الصغير صدام حسين في المكان نفسه حيث كان يضطهد العراقيين". واتهم الصدر الادارة الاميركية بترويج "الطائفية والحروب بين المسلمين والمسيحيين"، ودعا الى "مؤتمر لانهاء الحرب على الاسلام" وذلك تحت عنوان "الحرب على الارهاب"، ولفت الى ان هذه الحرب أدت إلى "توسع الارهاب بعد دخول أميركا في منطقة الشرق الاوسط". وقال الزعيم الشيعي ان "من يريد ارساء السلام في العالم عليه أن يبعد شبح الحروب والاحتلال الصهيوني والاميركي عن شعبنا". وأضاف: "أجدد مطالبتي باسم الشعب العراقي المظلوم بالسيادة الكاملة والحكومة النزيهة المنتخبة وبالحرية لا الفوضوية". وتمكن الصدر، الذي استطاع الوصول الى الكوفة من النجف على رغم الدوريات ونقاط التفتيش الاميركية المحيطة بالنجف، من زيارة المسجد الكبير في الكوفة للمرة الثانية في اقل من اسبوع. وكان برفقته مئات من مسلحي "جيش المهدي" التابع له.