"جنود قوات الاحتلال يعتدون على كرامتنا وحقوقنا الانسانية في شكل غير مبرر ويعاملوننا على أننا مجرمون ويأخذوننا على الشبهة من دون أدلة على انتمائنا للمقاومة العراقية". هكذا بدأ أبو علي، 35 سنة، من سكان ناحية خان ضاري التابعة لقضاء ابو غريب في بغداد حديثه قبل أن يضيف: "كنا جالسين أنا وامي لتناول وجبة الافطار في الثامنة والنصف صباحاً، وفجأة اقتحم عدد من الجنود الاميركيين منزلنا ما أرعب والدتي الطاعنة في السن، وفتشوا المنزل بعدما طوقنا عدد من الجنود وهم يصوبون فوهات البنادق في اتجاهنا. وأثناء التفتيش عثروا على ثمانية آلاف دولار عائدة لأخي فاستولوا عليها، ولدى اعتراضي على ذلك قالوا لي عن طريق المترجم: اسكت وإلا قمنا باعتقالك". اما "أبو أيمن" 30 سنة فقال: "أثناء عمليات الدهم التي قاموا بها في منطقتنا والمناطق المجاورة لها دخلوا جميع البيوت. قسم منهم توزع على الطرق والشوارع الفرعية والقسم الآخر نفّذ عملية المداهمة والتفتيش بطريقة همجية وبصورة استفزازية تثير أعصاب ساكني المنازل التي يتم تفتيشها، إذ يبدأون بتحطيم الباب الخارجي للمنزل بسياراتهم الهامر ثم يحطمون قفل الباب الداخلي، قبل ان يعمدوا الى بعثرة الحاجيات داخل المنازل بعد اخراج أصحابها منها". ويشير أياد سعد 28 سنة الى ان عمليات الدهم والتفتيش تحدث في معظم الاحيان في ساعات متأخرة من الليل حين يكون الناس جميعاً نائمين "وهذا بالطبع يؤدي الى ادخال الرعب والخوف في نفوس الاطفال والنساء وكبار السن، بل انهم لا يكتفون بهذا القدر اذ يخرجون الاهالي من منازلهم بغرض تفتيشها الذي يستمر لساعات طويلة ما يؤدي الى اصابة الاطفال بالارهاق". ويضيف سعد: "كل هذه الاعتداءات والانتهاكات يجري بناء لوشاية كيدية وهو ما يذكر بالعهد السابق حين كان من يريد الايقاع بشخص يكرهه يدعي انتماء ذلك الشخص الى حزب الدعوة وتحديداً في فترة الثمانينات من القرن الماضي، لكن الفارق اليوم ان الاميركيين يقدمون فوق ذلك مكافأة مالية للوشاة". ويؤكد "ابو غسان" 42 سنة من سكان منطقة المرادية قرب ناحية بني سعد التابعة لمدينة بعقوبة، 50 كلم شمال بغداد، أن قوات الاحتلال الاميركي "قتلت اخيراً اربعة اشخاص من سكان المنطقة من دون ارتكابهم اي جريمة سوى خروجهم الى مزرعتهم ليلاً لسقيها وهذه طبيعة سكان المنطقة. ولأنهم كانوا يحملون بنادق لحماية انفسهم ليلاً اشتبه في أنهم من المقاومة العراقية". ويضيف ابو غسان ان قوات الاحتلال لا تعرف طبيعة الشعب العراقي وعاداته وتقاليده ولا تفهمها إذ ان المزارعين معتادون على حمل الاسلحة معهم وقت سقي الاراضي الزراعية وخصوصاً ليلاً، وما يؤكد عدم فهمهم تقاليد شعبنا أنهم عندما يسمعون صوت العيارات النارية التي تطلق في الاعراس والمناسبات السعيدة، وهي من عادات المجتمع العراقي، تبادر قوات الاحتلال بتفتيش المكان الذي صدر منه اطلاق النار او تقوم بضربه والهجوم عليه بالقذائف".