دعا رئيس اتحاد صربيا والجبل الأسود سفيتوزار ماروفيتش، أجهزة حكومته كافة الى التعاون الكامل مع محكمة لاهاي، ما دام أصبح مطلباً للمجتمع الدولي لا يمكن تجنبه. وقال في تصريح صحافي في بلغراد أمس: "ينبغي أن ندرك، انه كلما أهملنا تعاوننا مع محكمة لاهاي أصبحنا أكثر بعداً عن أوروبا وأضعفنا الثقة بنا". وأضاف ماروفيتش "لقد أصبح التعاون مع محكمة لاهاي واجباً حتمياً، ولا بد من أن يتم ذلك آجلاً أم عاجلاً، كلما تم انجازه بسرعة كان ذلك أكثر نفعاً لاتحاد صربيا والجبل الأسود". وجاء ذلك، تعقيباً على الشكوى التي قدمها رئيس محكمة لاهاي تيودور ميرون الى مجلس الأمن بناء على طلب المدعية العامة كارلا ديل بونتي، موضحاً ان اتحاد صربيا والجبل الأسود "لا يتعاون مع المحكمة في قضايا الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في مناطق يوغوسلافيا السابقة". وأشارت الشكوى الى ان بلغراد "لا تقدم المعلومات التي تطلبها المحكمة، ولا توفر سبباً واضحاً لذلك، ما جعل تعاونها يهبط كثيراً منذ الانتخابات البرلمانية نهاية العام الماضي". وأضاف القاضي ميرون "ان ما لا يقل عن عشرين مطلوباً بارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الفظيعة ضد الإنسانية، موجودون في أراضي صربيا والجبل الأسود بينهم راتكو ملاديتش". ويمكن أن تؤدي شكوى المحكمة الى فرض عقوبات اقتصادية أو مالية أو ديبلوماسية بحق بلغراد، ما دامت - بحسب المحكمة - ترفض الالتزام بقرار مجلس الأمن الصادر عام 1993 الخاص بتشكيل هذه المحكمة ومهماتها ووجوب التعاون الدولي معها. واللافت ان شكوى محكمة لاهاي، جاءت قبل اجراء الانتخابات الرئاسية الصربية المقررة الشهر المقبل، ما اعتبرها المراقبون في بلغراد ضغطاً على الناخبين الصرب لعدم التصويت للمرشح الراديكالي توميسلاف نيكوليتش الذي يملك الحظ الأوفر للفوز، لأن انتخابه سيسبب عزلة وعقوبات تعيد الوضع الى ما كان عليه في عهد سلوبودان ميلوشيفيتش.