أجمع محللو السياسة الخارجية الاميركية على ان توسيع الاتحاد الاوروبي يمثل تطوراً ايجابياً للقوة العظمى التي تمثلها الولاياتالمتحدة. وتبنى هؤلاء بالتالي مقولة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان التوسع خلق "اوروبا جديدة" اكثر ودية تجاه بلاده. لكن الايحاء بالتطور الايجابي، لا يخلو من حذر لدى اميركا من ان تواجه علاقاتها مع "اوروبا الجديدة" مشكلات تنبع من التطورات السلبية الاخيرة في العراق. ورأى بعض المحللين أن الدول المنضمة حديثاً الى الاتحاد الاوروبي ستستمر في دعم الحضور القوي للولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي ناتو، انطلاقاً من تمسكها بالدور الرئيس الذي يضطلع به الحلف في تأمين التوازن في مواجهة السياسة الروسية ذات الاطماع التاريخية الدائمة في شرق اوروبا عموماً، ما يجعلها تتمسك بالمعادلة الاميركية في السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي. ويتعارض ذلك مع تحذير شارلز كوبشان العضو السابق في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس بيل كلينتون، من تغير مستقبلي في وجهات نظر الحكومات المنضمة حديثاً الى الاتحاد الاوروبي تجاه تحالفها مع الولاياتالمتحدة، "كونها تعتقد أنها لم تنل المكافأة المنشودة من تعاونها الميداني مع واشنطن في العراق، كما لا يمكن اغفال تقلص حجم الالتزام الاستراتيجي الاميركي في اوروبا اخيراً". وفي المقابل، رأى محللون آخرون في الشأن الاقتصادي ان الولاياتالمتحدة ستستفيد بالتأكيد من شحنة الطاقة التي ستمنحها هذه الدول للنمو في اوروبا من اجل تحسين قطاع صادراتها، في حين اشاروا الى ان مشاركة الدول الجديدة في صناعة القرار سيعزز اللامركزية في التعامل مع الدول خارج حدود الاتحاد الاوروبي وفي مقدمها الولاياتالمتحدة. ويبقى الاهم بالنسبة الى الاميركيين ان علاقاتهم الودية مع الدول المنضمة حديثاً الى الاتحاد الاوروبي سيقطع الطريق امام نشوء نفوذ اكثر قوة في مواجهتها. على صعيد آخر، يسعى الاتحاد الاوروبي الجديد الى انجاح تحديه الاول بعد التوسع، من خلال اقرار اول دستور للاتحاد بعدما فشلت دوله في انجاز هذا الدستور قبل ستة اشهر، علماً ان هذا التحدي سيتجسد في حملة انتخابات البرلمان الاوروبي المقررة من 10 الى 13 حزيران يونيو المقبل والتي ستخوضها حكومات كثيرة من مواقع غير شعبية. وقال رئيس الوزراء الايرلندي بيرتي أهيرن ان المفاوضات الخاصة بثقل اصوات الدول الاعضاء وحقها في النقض الفيتو والتي تجرى في قمة بروكسيل يومي 17 و18 حزيران، ستكون عسيرة بين الدول الاربع الرئيسة التي نشب بينها الخلاف وهي: ألمانيا وفرنسا واسبانيا وبولندا. ويواجه الاتحاد الاوروبي ايضاً تحدي اختيار خلف لرئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي الذي تنتهي ولايته في تشرين الاول اكتوبر المقبل. واقترح الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان ترشيح كريس باتن مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي، البريطاني المحافظ والمؤيد للاندماج مع أوروبا، للحلول محل برودي. ورأى البعض ان تولي باتن هذا المنصب يهدف الى اقناع الرأي العام في بريطانيا بالمصالحة مع أوروبا بعد 30 عاماً من انضمامها الى الاتحاد.