اعتبر مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كريس باتن أن أهم تحد يواجه العالم اليوم هو التأكد من عدم تحقيق أطروحة صموئيل هانتغتون حول صراع الحضارات، وأكد أن هناك خطراً حقيقياً من قيام هوة كبيرة بين أوروبا والولاياتالمتحدة من جهة والعالم الإسلامي من جهة أخرى. واعتبر ان تجنب حدوث مثل هذه الهوة يحتم تحلي الغرب بالتواضع، ووقف الحديث عن التطرف الإسلامي، في حين أن المشكلة الحقيقية هي التطرف في الدين، وهو موجود في الدين المسيحي أيضاً والديانات الأخرى وليس حكراً على الإسلام وحده. ودعا الى حل بعض المشاكل العالقة "حتى لا تسمم المياه التي نشربها"، مثل مشكلة الشرق الأوسط والمشاكل في باكستان وأفغانستان، والتهديد الذي يواجهه العالم من الإرهاب في جنوب شرقي آسيا. وشدد باتن الذي كان يرد على أسئلة ل"الحياة" في نادي الصحافيين الأجانب في لندن أمس، على أن صراع الحضارات ليس حتمياً، ولكنه وارد جداً إذا لم يكن هناك حرص واضح على تجنبه. واعتبر أن السياسات الإسرائيلية في بناء المستوطنات لا تخدم السلام، وقال ان الاتحاد الأوروبي برئاسة الدنمارك قدم "خارطة طريق" من أجل الوصول إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما فعل الأميركيون "وظهرت فروقات بين الورقتين، سيحاول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة حلها الشهر المقبل في اجتماعات عمل ستعقد في واشنطن". واعتبر إيران "بلداً مهماً جداً" في المنطقة والعالم، ودعا إلى حضها على لعب دور إيجابي وفاعل في محاربة الإرهاب والتخلص من أسلحة الدمار الشامل. وحول احتمالات الضربة العسكرية ضد العراق، اعتبر باتن أن "القرار في يد صدام حسين، فإذا نفذ القرار 1441 بحذافيره، يزول احتمال قيام الحرب، وإلاّ فإن العالم ملتزم تنفيذ قرارات الأممالمتحدة، والوقوف إلى جانب الولاياتالمتحدة، خصوصاً بعدما تخلت هذه الأخيرة عن القيام بأي عمل فردي وخضعت للقوانين الدولية والعمل المشترك". وانتقد تصريحات الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان حول عدم السماح لتركيا بدخول مجموعة الاتحاد الأوروبي، وقال: "لا اعتقد أن السبب جغرافي أبداً، فهل هو ديني؟ وهل هذا يعني أن الاتحاد الأوروبي نادٍ مسيحي؟ لا اعتقد ذلك".