الصيف على الأبواب، هل فكرت أين ستقضي عطلتك وإجازتك الصيفية؟ لا يهم كثيراً ثنايا الجغرافيا ووجهات السفر فالمهم الاستمتاع، ولا تنس أن تحمل معك تلفزيون "جيب"" فهذا موسم استثنائي.. لن يعرف البيات الصيفي، وستكون الساعات أمام التلفزيون طويلة، ولكنها في الأغلب مثيرة، كأس أمم أوروبا بالبرتغال، نظيرتها الآسيوية في الصين بمشاركة عربية قياسية... "كوبا أميركا"، ودورة الألعاب الأولمبية في أثينا، وما بينها دورات عالمية للتنس والدراجات، مما يفيد بأنه لا عزاء للإعلاميين في إجازة الصيف، والاعتذار سلفاً لربات البيوت وزوجاتنا المحترمات، فهذا صيف التلفزيون ولا شيء غير متعة المشاهدة. وإذا كانت مصادر الصورة شتاءً في بحث العربي عن الأخبار، وإطلالته على العالم قد حسمت بين قناة "الجزيرة" وشقيقتها الصغرى "العربية" التي حققت اختراقاً مذهلاً في الأشهر الأخيرة، فإن جماهير الرياضة وعشاق الساحرة المستديرة بعد سنوات الاستنساخ والطفرة الهائلة في الفضائيات المختصة في الشأن الرياضي أصبحوا شتاءً وصيفاً أمام خيارين، لا ثالث لهما تقريباً، فالسوق العربية بملايينها ال300 شارفت في هذا القطاع على دائرة الاستقرار وعتبة التشبع، فأحكمت شبكة راديو وتلفزيون العرب احتكارها المشهد.. كانت ولادة "الجزيرة الرياضية" قوية. تلوح في الأفق حرب طاحنة وكسر عظم لا يرحم بين ملك السوق والوليد الجديد، ولا عزاء للبقية، فإما مراجعة استراتيجياتهم وضخ دماء وأموال جديدة أو قفل المحل...! عاش من عرف قدره، فوقف عنده، فعميدة الفضائيات العربية شبكة ال إم. بي. سي، وبعد سنوات من متعة المشاهدة والتحليل والتعليق على كبرى المسابقات الأوروبية أدركت أن هذه سوق بلا قاع تقريباً، و"خراب بيوت". حالياً حافظت على طاقمها الإخباري، واتجهت نحو السينما لتأثيث أغلب فترات الذروة، وتمكنت بذلك من المحافظة على جمهورها وجزء مهم من كعكة السوق الإعلانية والترويجية، ومن يحب الحياة يذهب إلى السينما - كما يقال - فماذا إذا أتتك السينما إلى بيتك؟ أما شقيقتها اللبنانية ال LBC فقد عرفت من أين تؤكل الكتف، واندمجت في الصرعة والحمى الجديدة، أو ما يعرف بتلفزيون الواقع، فحصدت مع شقيقتها "المستقبل" ثماراً لذيذة بعد هوس الشبيبة العربية من المحيط إلى الخليج ببرنامجي "ستار أكاديمي" و"سوبر ستار"، وزادت عليه ال LBC عرض مسابقة الجمال، لتؤكد بذلك أن صناعة ال Show والجمال ماركة لبنانية عريقة. لاحت سوق الانتقالات في نهاية هذا الموسم هادئة، فالتجاذب القديم الذي كانت تعرفه هذه الفترة في سعي الفضائيات للفوز بخدمات نجوم المحللين والإعلاميين بات شبه مستقر، سوى ما يدور في الكواليس عن صفقة القرن وانتقال المحلل عبد المجيد الشتالي من "أوربت" إلى "الجزيرة الرياضية"" مما يعني عملياً فقدان "أوربت" واحداً من عناصر الجذب لديها، في انتظار ما تخبئه من مفاجآت مع نية إدارتها نقل مقرها من روما إلى المنامة البحرينية. أعلنت دبي قبل أشهر عن تأسيسها مؤسسة دبي للإعلام، التي أثارت الانتباه وجدلاً كبيراً في الإمارات. وبعد نكسة قناة دبي الرياضية في بداية العام بنقلها شوطاً يتيماً من الدوري الإنكليزي، بعد خلاف مع الشركة التي تعاقدت معها وعدت القناة جماهيرها بإطلالة جديدة، وبرامج مثيرة، ومرت الأيام لتشهد القناة تجديداً في إشارتها المميزة، وتعاقدها مع الجهات الراعية لنقل مسابقات "الفيكتوري تيم". لا أحد يقلل من جهود التطوير للعاملين في "دبي الرياضية"، ولكن ذلك مظهر ومؤشر مهم إلى أن اللعبة انتهت، فبعد فترة الطفرة في القنوات الرياضية العربية بكل ألوان الجغرافيا المختلفة، لاحت المعادلة الجديدة التي لا تحتمل سوى ثنائية الART و"الجزيرة الرياضية" في انتظار المعركة الحاسمة بينهما. لا شك أن قناة "أبو ظبي الرياضية" تحظى بشعبية كبيرة في الإمارات وخارجها بعد سنوات التأسيس واحتضانها كفاءات محلية وعربية مقتدرة. حصلت على الحق الحصري لنقل الدوري الإيطالي، يبدو أن العقد القديم لن يستمر سوى موسم آخر. لا أحد يعلم نية إدارة القناة والشركة الراعية في التجديد، فالمسألة هنا بملايين الدولارات ليطرح السؤال عن معاني التشفير وإيراداته المالية والإعلانية في غياب هذا الحق الحصري. ويبدو أن الفضائيات الرياضية العربية أمام تحدّ صعب وزمن جديد، فأمام تربع "الشبكة" على القمة و"انفرادها"، بالحقوق الحصرية لأعتى البطولات العربية والأجنبية والمسابقات القارية والدولية، والإرادة السياسية القوية وضخ الأموال الكبيرة في "الجزيرة" القطرية لمنافسة "الملك". لم يتبق لدونهما في لعبة كرة القدم العالمية سوى الفتات، أو تغيير قواعد اللعبة وتنويع مصادر الصور، عبر الانتباه للدوريات المحلية قبل أن يبتلعها الحوت، والانفتاح على اللعبات الجديدة التي أصبحت تحظى باهتمام الجمهور قبل أن تختطفها منهم تلفزيونات الأندية العربية، الموضة الجديدة لرجال الأعمال.