طرح مرشح الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري، أمس، بدائل من سياسات الادارة الجمهورية للرئيس جورج بوش إزاء الامن القومي تتركز على أربعة عناصر من بينها إنهاء اعتماد اميركا على نفط الشرق الاوسط خلال السنوات العشر المقبلة. وهاجم كيري ادارة بوش التي قال انها "لجأت الى القوة قبل ان تستنفد الديبلوماسية، واعتمدت اسلوب العدوان بدلا من الاقناع، وذهبت وحيدة في العالم بدلا من ان تبني فريقا متكاملا". وقال في خطاب امام 450 متقاعدا عسكريا في مدينة سياتل ولاية واشنطن انه في حال فوزه في الانتخابات، سيعتمد خطة من اربع نقاط هي "اعادة التركيز على بناء التحالفات، واعادة هيكلة القوات المسلحة، وضمان عدم وصول اسلحة الدمار الشامل الى ايدي الارهابيين، وانهاء اعتماد اميركا على نفط الشرق الاوسط". وفي ما يتعلق بمكافحة الارهاب قال "لدي رسالة اليوم الى القاعدة او الى كل ارهابي يختبىء وراء اوهامها: نخوض انتخابات في اميركا لكن ليس لاحد ان يشك في ان هذا البلد موحد في تصميمه على القضاء عليكم". واضاف "ليكن ذلك واضحاً جداً: عندما أصبح القائد الاعلى، سأطلق كل قوى الامة من أجل تحديد مكان شبكاتكم وتدميرها. سنستخدم كل الموارد المتوفرة من اجل تدميركم". وتابع كيري "عندما اصبح رئيساً سيكون هدفي الاول منع الارهابيين من الحصول على اسلحة للدمار الشامل ومهمتنا الاساسية ستكون شل وتدمير خلاياكم الارهابية". وأكد ضرورة "نقل المعركة ضد العدو الى كل قارة" معتبرا ان "طبيعة الحرب تغيرت"، وأن "العدو بات مختلفاً، وعلينا ان نفكر بطريقة جديدة للتعامل معه". واتهم ادارة الرئيس بوش بالتساهل في ما يتعلق بتمويل الارهاب وتبييض الاموال المرتبطة به. وقال "لا يمكننا الاستمرار في سياسة الادارة الحالية التي تتعامل بقفاز مخملي مع قضية تمويل الارهاب وتبييض الاموال المرتبطة به". وانتقد رجال الدين السعوديين الذين زعم انهم "يشيدون بالعقيدة الارهابية الاسلامية". وقال "ببساطة: لن نقيم العلاقات المعتادة مع السعودية". وبالنسبة إلى انهاء الاعتماد الاميركي على نفط الشرق الاوسط، قال كيري انه "من اجل تحقيق الاستقلال التام، والحرية الكاملة، علينا تحرير اميركا من هذا الاعتماد الخطير على نفط الشرق الاوسط". واضاف "لقد اقترحت في مجال الطاقة خطة لانهاء الاعتماد على نفط الشرق الاوسط خلال السنوات العشر المقبلة، تنص على الاستثمار في التقنيات الجديدة وبدائل النفط وعلى تخفيضات ضريبية لمساعدة المستهلكين على شراء سيارات اميركية تعمل على الطاقة البديلة". ويعتبر خطاب كيري هذا الاول من نوعه عن سياسته المتعلقة بشؤون الامن القومي، وهو الموضوع الذي يعتبر من أقوى نقاط الرئيس بوش في استطلاعات الرأي. ويواجه كيري انتقادات بأنه لم يقدم شرحاً مفصلاً لسياسته تجاه الحرب في العراق، كما يواجه اتهامات بالتقلب في المسائل التي تخص الحرب على الارهاب.