قال وزير الاقتصاد السوري الدكتور غسان الرفاعي ل"الحياة"ان العقوبات التي فرضها الرئيس الاميركي جورج بوش وفق"قانون محاسبة سورية واستعادة سيادة لبنان"قبل نحو اسبوعين"مربكة"وسيكون لها"تأثير سلبي"في الاقتصاد السوري الذي"لايحتاج اشارة كهذه في وقت نريد الانفتاح وجذب الاستثمارات"الاجنبية والعربية. وبعدما جدد تمسك دمشق ب"الحوار"مع واشنطن، امل في ان لايكون هناك"أي ربط"بين"قانون المحاسبة"واتفاق الشراكة مع اوروبا، لافتا الى ان سورية"جاهزة لحل للحوار وحل الامور العالقة"مع الاتحاد الاوروبي. وهنا نص الحديث الهاتفي مع الوزير الرفاعي قبل اشتراكه في مؤتمر اقتصادي سوري - تركي يحضره 400 رجل اعمال تركي: هل تسلمت دمشق رسمياً الموقف الاوروبي الاخير في شأن بند اسلحة الدمار الشامل الذي عرقل توقيع اتفاق الشراكة مع اوروبا منذ نهاية العام الماضي؟ - سمعنا ان هناك صيغة موحدة ومعتمدة من الاتحاد الاوروبي وليس من بلد معين. لم نر فحواها بعد ولا اعرف انها وصلت رسميا الى الجانب السوري. هل سيعاد التفاوض في شأن الشق الاقتصادي؟ - اكدنا مرات عدة ان الجانب الاقتصادي من اتففاق الشراكة، جرى الاتفاق عليه ولم يعد هناك أي خلاف في شأنه. وبالتالي عندما يتم الاتفاق على الشق السياسي يكون الاتفاق جاهزاً للتوقيع. لكن الحوار مستمر ومكثف للوصول الى حل لاننا على قناعة في سورية، وكما قال الرئيس بشار الاسد، ان الشراكة تصب في مصلحة الطرفين، ونحن نعمل جاهدين للانتهاء من الامور العالقة بيننا. هل هناك ربط بين اتفاق الشراكة و"قانون محاسبة سورية"؟ - ارجو ان لايكون هناك ربط بينهما. ان علاقتنا مع الاتحاد الاوروبي متينة اقتصاديا بحيث ان ثلثي صادراتنا يذهبان الى اوروبا وثلث وارداتنا يأتي منها. أي، هناك مصلحة للطرفين لتأطير العلاقة في اتفاق نأمل ان يوقع قريبا. وارى بوجوب ان يكون للجانب الاوروبي حرصنا على توقيع اتفاق الشراكة، وامل ان يحصل ذلك بعد توصلهم الى موقف موحد. اختلفت تعليقات المسؤولين السوريين في شأن اثار"قانون المحاسبة"، كيف تنظرون الى الاثار الاقتصادية على سورية؟ - اولا، مبدأ المحاسبة والعقاب والعقوبات لم نر انه في العلاقات الدولية يؤدي الى حلول وتفاهم في آخر الطريق. تجارب العقوبات الاحادية اثبت ذلك. ثانيا، ان موقفنا المطلق هو ان الحوار هو الطريق الاقصر والسليم للوصول الى اتفاق في شأن وجهات النظر الخلافية. ثالثا، هذه العقوبات وقعت. كنا نتمنى ان لاتكون قد وقعت لان ذلك لايصب في مصلحة الحوار ولا الهدف المتمثل بالتوصل الى حلول. هل ستؤثر اقتصاديا؟ -اقتصاديا لا شك انها ستؤثر. حجم التجارة المباشر بيننا سورية والولايات المتحدة هامشي، لكن لا يعني ذلك الاستهتار او التقليل من وقع العقوبات لانه كما هو معروف هناك علاقات ومنتجات تجارية ليس مصدرها المباشر اميركا لكنها مرتبطة بمواد معينة من اميركا. أي، هناك علاقة غير مباشرة ستؤثر في شكل سلبي بالتبادل التجاري. وهي العقوبات مربكة حتى لو لم يكن لها اثر مباشر في وقت نحن لانحتاج الى مثل هذه الاشارة. ماذا تقصد؟ - نحن في سورية، كما سمعت امس في المؤتمر المصرفي يوم اول امس، متمسكون بالانفتاح والتأكيد على وجود فرص استثمارية في سورية، اضافة الى ما سمعناه من المتحاورين والمشاركين العرب والاجانب عن الاهتمام بالاستثمار. لذلك فهي العقوبات ليست اشارة جيدة. لكن نحن سنتعامل معها ونبقى متمسكين بالحوار لانه هو سبيلنا وما التزمنا به وسنستمر به. هل صحيح ان السفيرة الاميركية مارغريت سكوبي اطلعتك رسميا على نص العقوبات قبل يومين؟ - نعم جاءت السفيرة سكوبي واطلعتني على نصها. كما انها اجتمعت مع عدد من رجال الاعمال السوريين لاطلاعهم على مضمونها العقوبات.