كشفت وثائق تحوي مضمون اتصالات أجراها وزير الخارجية الاميركي الأسبق هنري كيسنجر، ان الرئيس الاميركي السابق ريتشارد نيكسون وصل الى درجة من الاحباط قبل استقالته دفعته الى التحدث عن استخدام الاسلحة النووية ضد مبنى كابيتول هيل، مقر الكونغرس. وأكدت الوثائق التي نشرها "الارشيف الوطني" في 20 ألف صفحة ان نيكسون قدم اقتراحات اثناء فضيحة "ووتر غيت" خشي كيسنجر من ان تؤدي الى اشعال حرب مع اسرائيل. وفي احدى الوثائق، يتحدث كيسنجر عن رفضه تحويل مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء البريطاني السابق ادوارد هيث اثناء الايام الاولى من الحرب العربية - الاسرائيلية عام 1973، الى نيكسون الذي كان مخموراً بسبب ازمة "ووتر غيت"، وهي الفضيحة التي كُشف فيها تجسسه على منافسيه الديموقراطيين. وقبل خمسة اشهر من استقالة نيكسون، اتصل كيسنجر باليكساندر هيغ، احد مساعدي البيت الابيض، ليبلغه بأنه متضايق من "أمر قاله لي الرئيس هذا الصباح". وتذمر كيسنجر من ان "نيكسون كان قاسياً جداً على حلفائنا الاسرائيليين"، مشيراً الى انه "يتحين الفرصة للنيل منهم". وحذر من انه "اذا انتقد الاسرائيليين علناً فإنه قد يبدأ حرباً". لكن هيغ ابلغ وزير الخارجية السابق المولود في المانيا ان "الرئيس طلب منه احضار حقيبة الازرار النووية". وبعدما سأله كيسنجر عن سبب ذلك، اجاب: "انه سيلقيها على كابيتول هيل"، مطالباً اياه بعدم "اخذ كلامه على محمل الجد". وتظهر الوثائق مدى العلاقة التي طورها كيسنجر والسفير السوفياتي السابق في واشنطن اناتولي دوبرينين. وتسجل احدى هذه الوثائق اتصالاً تلقاه كيسنجر اثناء تناوله طعام الغداء مع دوبرينين من السيناتور الديموقراطي هوبرت هامفري اعرب خلالها عن قلقه من ان السوفيات يسلحون العرب بوتيرة اسرع من تلك التي "نسلح فيها اسرائيل"، متسائلاً "ما اذا كان الروس يخدعوننا؟"، فأجاب كيسنجر امام السفير السوفياتي: "اذا كان الروس يخدعوننا فسنعرف ماذا سيكون علينا فعله".