انتقدت الحكومة الأردنية أمس "الأدوار السياسية" التي تلعبها النقابات المهنية، خصوصا في نشاطات "لجنة مقاومة التطبيع" مع إسرائيل، وشددت على وجوب "رفع العلم الأردني" على مباني النقابات و"تزيين مكاتبها وقاعاتها بصورة قائد الوطن" الملك عبد الله الثاني. وانتقد وزير الداخلية سمير حباشنة في اجتماع مع رؤساء النقابات المهنية ال14 "خروج لجنة مقاومة التطبيع عن قواعد العمل المهني"، قائلا إنها "تنصّب نفسها حارسا أمينا على مصلحة الوطن والمواطن" بسبب تبنيها منذ ثلاث سنوات برنامجا لمقاطعة السلع الأميركية والإسرائيلية ونشرها "قوائم سوداء" تضم أسماء شخصيات ومؤسسات أقامت علاقات سياسية واقتصادية مع إسرائيل. واعتبر الحباشنة أن "ما تقوم به هذه اللجنة يتعذر قبوله قانونيا ودستوريا لأنها تمنح الصكوك الوطنية لمن تشاء"، مؤكدا أن "الحكومة لن تسمح لها بتجاوز القانون" خصوصا بعدما "طالبت جهات خارجية بالتدخل للإفراج عن المعتقلين والأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية، في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة جهودا حثيثة وعلى أعلى المستويات لحلّ القضية". وتتهم النقابات المهنية التي يسيطر عليها الإسلاميون الحكومة بالتقصير في متابعة قضية أكثر من 70 أسيرا ومعتقلا أردنيا لدى إسرائيل، وطالبت "حزب الله" التدخل للإفراج عنهم. بدورهم، أكد النقباء المهنيون الذين يمثلون أكثر من 120 ألف منتسب أن "العلم الأردني وصور الملك عبد الله لا خلاف حولهما" متهمين "جهات" ب"تعكير صفو العلاقات بين النقابات والحكومة". وكانت الحكومة طلبت في آذار مارس الماضي من أحزاب المعارضة رفع العلم الأردني على مقراتها، بعد اضطرابات عنيفة شهدها مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين وتخللها حرق العلم. وعلى صلة، طلب رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز أمس من "الوزارات والمؤسسات العامة والأحزاب والنقابات وسائر مؤسسات المجتمع المدني تعليق صورتي الملك الراحل حسين بن طلال والملك عبد الله الثاني" في مقراتها.