انفجرت الاوضاع في الشيشان امس واسفرت عن مقتل العشرات في الجانبين الروسي والشيشاني. وتزامن التصعيد الميداني مع تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالته السنوية امام الهيئة الاشتراعية مواصلة العمل لاجتثاث الارهاب وإحياء جهود التسوية السياسية في الشيشان. واتسع نطاق المواجهات العنيفة ليشمل العاصمة غروزني، ويمتد من اوروس مارتان في الشمال الى فيدينو في الجنوب الشيشاني. وذكرت المصادر العسكرية الروسية ان 18 مقاتلاً على الاقل لقوا مصرعهم في مواجهات الساعات الاربع والعشرين الماضية. وقال ايليا شابالكين الناطق باسم الجيش الروسي ان طابوراً عسكرياً روسياً تعرض لهجوم عنيف قرب بلدة ماسكير يورت. وأسفر الاشتباك الذي استخدم المقاتلون خلاله بنادق آلية ومدافع خفيفة، عن مصرع 11 شيشانياً، من دون ان يعلن خسائر القوات الروسية. وذكر شابالكين ان اربعة جنود روس قتلوا. لكن مصادر المقاتلين اشارت الى ايقاع خسائر فادحة في صفوف الروس. وقال الناطق الروسي ان 8 مقاتلين لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات، واعترف بإصابة مروحية بنيران شيشانية، فيما تضاربت الانباء عن مصير اربعة من سلاح الجو الروسي. وقتل خمسة عسكريين روس آخرين قرب غروزني عندما تعرضت عربة كانوا يستقلونها لمكمن نصبه المقاتلون. وتزامن تصاعد الاوضاع في الشيشان مع الخطاب السنوي للرئيس بوتين الذي اتهم الانفصاليين بمحاولة تدمير جهود السلام في الشيشان. وأشار الى عملية اغتيال الرئيس احمد قادروف، معتبراً انها هدفت الى إحلال الفوضى وإشاعة الذعر في القوقاز. وتعهد مواصلة جهود التسوية السياسية، مشيراً الى ان "لا شيء يمنع روسيا من الاستمرار في مكافحة الارهاب". ورأى بوتين ان روسيا بحاجة الى الشعور بأنها آمنة وقادرة على ردع اي عدوان خارجي من اجل التفرغ لبناء اوضاعها الداخلية.