"عرس القرن" هو الصفة التي رافقت حفلة زفاف ولي عهد اسبانيا الأمير فيليبي من مذيعة التلفزيون السابقة ليتيثيا أورتيث يوم أمس السبت. وجاء هذا الحدث الذي رافقه احتفال فخم، ليمثل فجراً جديداً لإسبانيا، بعد شهرين من تفجيرات مدريد. وهطلت أمطار غزيرة بينما كانت العروس تستعد لدخول الكاتدرائية، وهي ترفل في فستان زفاف امتد ذيله على أربعة امتار ونصف المتر. ووضعت ليتيثيا على رأسها تاجاً ارتدته الملكة صوفيا ملكة إسبانيا والدة العريس في حفلة زفافها. وأرغمت الامطار الغزيرة العروس على ان تستقل سيارة رولز رويس، بدلاً من السير على بساط احمر من القصر الملكي الى كاتدرائية المودينا المجاورة حيث تقام مراسم الزفاف. ونقلت حفلة الزفاف على الهواء مباشرة لأكثر من مليار مشاهد في شتى أنحاء العالم. وارتدى الامير فيليبي زياً عسكرياً ودخل الكاتدرائية ممسكاً بذراع والدته الملكة صوفيا التي كانت ترتدي ثوباً طويلاً بلون البيج الفاتح. اما الملك خوان كارلوس فكان يرتدي زي أميرال. وارتدت العروس ثوباً أبيض اللون برقبة عالية. وبحث المواطنون خارج الكاتدرائية عن ملاجئ عندما هطلت الامطار. وكانت الجهات المنظمة تتوقّع تدفق مليون مواطن على الشوارع، للاحتفال بأول زواج ملكي في مدريد منذ نحو قرن، الا أن الامطار أبعدت الكثيرين. واصطف الآلاف وهم يحملون المظلات. وقال ماريو نونيث البالغ من العمر 58 عاما، وهو ملازم في الجيش: "لولا الامطار لكنّا جميعاً في الشارع، لكن كل شيء يسير على ما يرام". أما روزا كورال 40 عاماً التي حضرت من برشلونة مع كل اصدقائها وزملائها، فقالت: "هذه نسمة هواء عليل بعد تفجيرات مدريد التي عانيناها. يجب ان نتجاوز هذا الامر". وحضر الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا حفلة الزفاف الملكي، كما حضرت الملكة رانيا من الأردن، وأبرز العائلات المالكة من اوروبا والشرق الاوسط واليابان... اضافة الى السياسيين الاسبان وكبار الشخصيات الاعلامية والفنية والرياضية. وكان بين المدعوين الاجانب الرئيس السابق لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا وزوجته غراسا ماشيل. والمعروف أن الأمير فيليبي البالغ من العمر 36 عاماً، واختار عروسه من خارج الاوساط الملكية. وهي مطلقة تبلغ من العمر 31 عاماً، وكانت مذيعة لامعة لنشرات الأخبار قبل قبولها الزواج من ولي العهد لتصبح ذات يوم مقبل ملكة إسبانيا.