الى حد ما، تبدو دورة "كان" لهذا العام غنية بالأفلام العربية، في تظاهراتها الأساسية، وإن خارج المسابقة، كما في التظاهرات الثانوية وفي سوق الفيلم. ومن هنا يبدو الحضور العربي البشري لافتاً... إذ هناك النجوم ليلى علوي ويسرا بين آخرين والسينمائيون من شاهين الى الطيب الوحيشي ودانيال عربيد والتقنيون ناهيك بالنقاد والصحافيين. وهناك ايضاً مهرجانات السينما العربية، كلها، تقريباً، هنا... وبالأحرى تريد ان تنطلق من هنا. إذ نعرف ان هناك، لبقية هذا العام اكثر من نصف دزينة من مهرجانات جدية يجد مسؤولوها في "كان" مناسبة جيدة للإعلان عنها وعن جديدها. أما الجديد الأساس هذا العام فيتعلق بمهرجان "مراكش" في المغرب الذي يشرف عليه الناقد السينمائي نور الدين صايل. هذا المهرجان الذي كان في العام الفائت شبه احتفال اجتماعي سياحي مركز على التقارب الفرنسي - المغربي - ابتداء من هذا العام سيتبدل هذا التوجه بعض الشيء... على ان يتبدل اكثر في السنوات المقبلة. ومن الأفكار التي يمكن ان تناسب الدورة المقبلة فكرة تكريم يوسف شاهين بعرض افلامه الذاتية الأربعة، اضافة الى فكرة تقوم على عرض الجزء الأكبر من الأفلام التي أنتجتها السينما المغربية في تاريخها. تقام دورة مهرجان مراكش هذا العام خلال شهر كانون الأول ديسمبر المقبل. ويتولى نيابة رئاسته لشؤون التنظيم فيصل عرايشي. وحضر الى كان الناقد اللبناني غسان عبدالخالق، المشرف على "لقاء اصيلة السينمائي" الذي يقام في تموز يوليو المقبل، وهو لقاء يريد لنفسه ان يكون فنياً ويقدم سينما الجنوب في مقابل سينما الجنوب الأخرى ومن هنا اسمه جنوب/ جنوب. شاهد عبدالخالق عشرات الأفلام في "كان"، ووعد بأن تقدم أصيلة اعمالاً بارزة غير معروفة عربياً. كما يفكر بأن يكون فيلم الافتتاح "اسكندرية نيويورك" ليوسف شاهين، أو شريط السنغالي سمبان عثمان الذي عرض في "كان" هذا العام. فيلم شاهين الجديد سيكون، ايضاً وأيضاً، في افتتاح دورة هذا العام لمهرجان السينما العربية الذي يقام في معهد العالم العربي في باريس خلال الأسابيع المقبلة 27 حزيران/ يونيو، وهو المهرجان الوحيد الذي اعلن برنامجه كاملاً، في حفل تحدثت فيه منظمة المهرجان الناقدة ماجدة واصف والمنتج التونسي طارق بن عمار الذي اعلن رعايته للمهرجان، وبدء اهتمامه بالسينما العربية جدياً. ماجدة واصف اختارت لدورة هذا المهرجان افلاماً عربية جديدة او اقل جدة، مثل "باب الشمس" ليسري نصر الله خارج المسابقة و"كليفتي" لمحمد خان و"معارك حب" لدانيال عربيد و"ما يطلبه المستمعون" لعبداللطيف عبدالحميد و"صندوق عجب" لرضا الباهي... ويبقى من المهرجانات العربية التي جرى الحديث عنها في "كان" اربعة: "مهرجان بيروت" الذي تبذل منظمة كوليت نوفل جهوداً كبيرة لمعرفة ما تبقى من افلام عربية يمكنها اختيارها وسط هذا الزحام المهرجاني العربي الكثيف، ومهرجان قرطاج "الذي يترأسه هذا العام المنتج طارق بن عمار نفسه ويديره السينمائي احمد عطية، الذي وعد بأن تكون الدورة اكثر انفتاحاً وقوة من دورات الأعوام السابقة، و"مهرجان الإسماعيلية" الذي يسعى رئيسه الناقد علي ابو شادي الى الحصول على فيلم "فهرنهايت 11/9" لافتتاحه، على ان يحضر مخرجه مايكل مور الافتتاح، وأخيراً مهرجان القاهرة الذي لا يزال الوقت ابكر من ان يسمح بتلمس جديده، وإن يبدو ان مسؤوليه طووا الآن على الأقل، فكرة دعوة ميل غيبسون ليكون نجمه مع فيلمه "آلام المسيح"...