أصدر القضاء الكيني أمراً باحتجاز واحد من أقوى قادة الميليشيات الصومالية بسبب دين لم يسدد قيمته البالغة 190 الف دولار. والقت عملية الاحتجاز بمزيد من الظلال على محادثات سلام متعثرة لانهاء الصراع في الصومال. وقال مسؤولون في القضاء الكيني أمس ان حسين عيديد نجل الراحل محمد فارح عيديد الذي أذل الجيش الاميركي خلال معركة في مقديشو العام 1993 والتي دار عنها الفيلم الاميركي "اسقاط الصقر الاسود" أعتقل الخميس في احد فنادق نيروبي حيث يقيم. وأمرت القاضية كريستين ميولي باحتجاز عيديد الابن شهراً بعدما رفع رجل الاعمال الكيني عجاز حسين غانجي دعوى قضائية ضده اتهمه فيها بالعدول عن مشروع تنمية اتفقا على تنفيذه في مقديشو العام 1997. وقال غانجي في الدعوى ان عيديد مدين له بنحو 15 مليون شيلينغ 190 الف دولار. وكان عيديد الذي يرأس "المؤتمر الصومالي الموحد - التحالف الوطني الصومالي" وصل الى العاصمة الكينية نيروبي للمشاركة في المرحلة الثالثة والاخيرة من مؤتمر المصالحة الصومالية. ويهدف المؤتمر الى تشكيل حكومة انتقالية واختيار اعضاء لبرلمان موقت يفترض ان ينتخب رئيساً انتقالياً جديداً للصومال الذي لا يزال مقسما الى مناطق. وكان عيديد اعلن انه سيترشح للرئاسة بعد تشكيل الحكومة الجديدة. وبدأت المحادثات في مؤتمر المصالحة منذ 18 شهراً، ويعتبر هذا المؤتمر الرابع عشر منذ سقوط الصومال في حال من الفوضى عقب انهيار نظام الديكتاتور الراحل محمد سياد بري العام 1991. وكان يفترض ان تبدأ اعمال المؤتمر أمس في نيروبي، لكن مصادر قريبة الى المحادثات رجحت تأجيل الجلسة الاولى الى مطلع الاسبوع المقبل بسبب قضية عيديد، وكذلك بسبب غياب الرئيس الصومالي الانتقالي الحالي عبدي قاسم صلاد حسن الذي يشارك في القمة العربية التي تبدأ اليوم في تونس. وترافقت مفاوضات نيروبي مع نزاعات بين اثيوبيا ودول عربية يسعى كل منها الى ترسيخ نفوذه في الصومال، ومزاعم عن فواتير فنادق لم تُسدد، مما دفع بعض الفنادق الى رفض استضافة الوفود المشاركة في المحادثات. وعيديد الابن كان جندياً في مشاة البحرية الاميركية عاد الى الوطن مع القوات الاميركية التي جاءت للمساعدة في وقف المجاعة خلال العام 1993، ثم ترك القوات الاميركية لينضم الى والده. وخلف عيديد والده بعدما قتل الاب في معركة العام 1996، وتسيطر قواته الان على مناطق في جنوب مقديشو استمرت فيها اعمال العنف. وقال مسؤولو الاممالمتحدة الخميس ان ما لا يقل عن 60 قتلوا وجرح نحو 200 خلال معارك اندلعت في الصومال الاسبوع الماضي. كما افادت تقارير عن تجدد الاشتباكات في مقديشو الاربعاء.