بالأمس كان الحديث عن المتعة التي أحدثها بطل الدوري الإنكليزي أرسنال والطريقة التي اتبعها في التغلب على خصومه، وكيف نجح في التقدم على تشلسي الذي أنفق رئيسه ما يربو على 125 مليون دولار لاستقطاب لاعبين جدد. اليوم سيتركز الحديث عن مانشستر يوناتيد وليفربول وأندية الوسط. اعتبر المدرب أليكس فيرغسون هذا الموسم الأسوأ منذ 13 عاماً، على رغم وصوله إلى نهائي كأس إنكلترا أمام فريق الدرجة الأولى ميلوول، حيث يعتبر مرشحاً فوق العادة للفوز به. وباعتراف لاعب الوسط بول سكولز فإن الفريق لم يقدم أي عرض قوي طيلة الموسم، فالتخلي عن صانعي الألعاب ديفيد بيكهام وخوان فيرون ترك ثغرة كبيرة في وسط الملعب، لم يعوضها ضم الكاميروني دجيمبا والبرازيلي كليبرسون والبرتغالي كريستيانو رونالدو، رغم أن الأخير وباحتساب صغر سنه 19 عاماً، فإنه أظهر بعض اللمحات الواعدة ولكنها لم تسعف الفريق ولم تساعده للحفاظ على لقبه، كما عانى من غياب بيكهام تحديداً المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي الذي اختفت خطورته في الثلث الأخير من الموسم. وأسهمت عقوبة الإيقاف بحق المدافع الدولي ريو فيردناند بعد فشله في إجراء اختبار روتيني لكشف المنشطات في موعده المحدد، وغيابه نحو نصف الموسم، في تذبذب أداء المدافعين، ما قاد إلى 9 هزائم يلام عليها الخط الدفاعي، كما لعب الخلاف العلني بين أبرز حاملي الأسهم في النادي جون ماغنر مع المدرب فيرجسون، والذي طالت فصوله، في فقدان التركيز. وربما بارقة الأمل الوحيدة هي بروز الحارس الأميركي تيم هاورد الذي قد يكون حل معضلة خلافة الدنماركي بيتر شمايكل والتي طالت نحو 10 سنوات. ليفربول الرابع 60 نقطة احتلال المركز الرابع يعد أقل المطلوب لحفاظ المدرب جيرار هوييه على منصبه، وربما خطوة إيجابية في عيون البعض، لكن المشككين يرون أن فارق ال30 نقطة بين ليفربول والبطل أرسنال يعد كبيراً جداً لافتراض وجود أي منافسة أو تقارب، فالفارق شاسع بين أداء الفريقين، حتى أن فارق ال15 نقطة بين ليفربول ومانشستر يونايتد صاحب المركز الثالث يشير إلى أن الفريق بحاجة إلى تغييرات جذرية لمعالجة هفوات الموسم، فعدا ستيفن جيرارد الذي يعد لاعب الوسط الكامل لما يملكه من مواهب هجومية ودفاعية حيث كان يدافع أفضل من المدافعين ويرهق مدافعي الخصم كأعتى المهاجمين ويصنع الأهداف في كثير من الأحيان، فإن زملاءه ظهروا دون المستوى طيلة الموسم. وعن سبب الخلل قد يتساءل البعض: لماذا يكون اللاعبون الجدد نجوماً قبل انضمامهم وفجأة تتذبذب عروضهم؟ فساليف دياو والحاج ضيوف كانا أبرز نجوم السنغال في المونديال السابق، أما الآن فهما غير مرغوب بهما، وكذلك الحال بالنسبة لهاري كيول الذي أنقذ وحده ليدز من الهبوط الموسم الماضي فضلاً عن بيسكان وليتمانن وهيسكي وتشيرو وتسيغه، فيما يظل أفضل لاعبي الفريق مايكل أوين وجيرارد، وهما تدرجا في فرق شباب النادي. هل الخلل في هوييه؟ الأرجح نعم. نيوكاسل الخامس 56 نقطة كان إخفاق نيوكاسل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في مطلع الموسم بخسارته في الدوري التمهيدي، ضربة قاصمة لحظوظ الفريق حيث قضى الثلث الأول من الموسم يعاني بين فرق المؤخرة، ولكن جاءت صحوته متأخرة" فالإصابات الكثيرة لنجومه وأبرزها لكيرون داير وكريج بيلامي وجوناثان وودجيت أثرت في فرصة اقتناص المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال كما أثرت في حظوظه لتخطي مرسيليا الفرنسي في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي. المهاجم المخضرم آلان شيرر كان متألقاً وسجل 28 هدفاً، حتى أن مدرب المنتخب الإنكليزي سفن إريكسون طالبه بإعادة النظر في قرار اعتزاله اللعب دولياً. أستون فيلا السادس 56 نقطة اختلفت عروض الفريق طيلة الموسم وانقسمت إلى شقين، ففي القسم الأول كانت هزيلة ودون المستوى، أما في القسم الثاني فإن الفريق نافس الكبار في الأداء والنتائج وقادته إلى المركز السادس، الذي يعد نجاحاً لافتاً للمدرب ديفيد أوليري في موسمه الأول مع الفريق، يستطيع أن يبني عليه مستقبلاً واعداً، خصوصاً أنه تخلى عن 14 لاعباً من دون تعويضهم، أبرزهم المغربيان مصطفى حجي وحسن كشلول. وبرز المهاجم الكولومبي خوان بابلو انخيل بأهدافه ال23، والجناح غارث باري بعروضه القوية. تشارلتون السابع 53 نقطة خاض الفريق موسماً رائعاً قياساً بحجم النادي وتاريخه، لكن جماهيره توقعت التأهل إلى إحدى المسابقتين الأوروبيتين بعدما كانت الأمور في يديه إلى أن تعثر في الربع الأخير من الموسم وحقق انتصارين فقط في المباريات العشر الأخيرة. ولم يبرز لاعب بعينه وإنما تألق الفريق في بعض الأحيان كوحدة، وأبرز نتائجه الفوز على تشلسي 4-2. واعتلى المهاجم جايسون أيول صدارة الفريق بعشرة أهداف فقط" ما يوحي بثغرة في خط الهجوم.