سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يدعو الى ضبط النفس واحترام أرواح الأبرياء ... وادانة عربية وأوروبية ومبعوث دولي يعتبرها "جريمة حرب". مذبحة رفح : قذائف اسرائيلية تحصد متظاهرين وعرفات يطالب بقوة دولية
في تصعيد هو الأخطر منذ سنوات ارتكبت القوات الاسرائيلية مذبحة جديدة ضد المدنيين أمس حين استهدفت قذائفها مسيرة احتجاج سلمية في رفح موقعة قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين وبينهم نساء وأطفال. وعلى رغم الغضب العربي والدولي أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز استمرار العمليات العسكرية في منطقة رفح. وسيطرت مشاعر الغضب الشديد على الفلسطينيين في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة امس ازاء اعمال القتل والتدمير في مدينة رفح ومخيماتها والتي وصفها الفلسطينيون وممثل رفيع المستوى للامم المتحدة بانها "جرائم حرب". وخرج الفلسطينيون في مسيرات حاشدة تعبيراً عن غضبهم من اطلاق جيش الاحتلال قذائف دبابات وصواريخ من الجو، حسب شهود عيان، على تظاهرة سلمية في المدينة المحاصرة، ما ادى الى سقوط ثمانية شهداء كان جنود الاحتلال قد قتلوا قبلهم اربعة فلسطينيين آخرين في المدينة نفسها وثلاثة في الضفة الغربية اثنان في جنين وواحد في نابلس راجع ص 6 و 7. واضافة الى الشهداء جرح في رفح 50 شخصاً على الاقل بينهم 15 في حال "الخطر الشديد" حسب تصريح مصادر طبية. ووصف الرئيس ياسر عرفات امس اعمال الجيش الاسرائيلي في رفح بأنها "جرائم حرب وإبادة" وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف قتل المدنيين الفلسطينيين وتشريد الآلاف منهم ومحاسبة المسؤولين الاسرائيليين عن جرائم الحرب تلك وارسال قوات دولية الى المناطق الفلسطينية لحماية سكانها. وقال عرفات انه اجرى اتصالات بدول العالم لحملها على الضغط على اسرائيل لوقف "مجازرها" ضد الشعب الفلسطيني في رفح. وعزا فلسطينيون سقوط القتلى امس الى اطلاق طائرات هليكوبتر اسرائيلية صواريخ وقذائف دبابات، بينما كان مئات من الفلسطينيين من بينهم نساء واطفال وشيوخ، يتظاهرون سلما تعبيراً عن غضبهم على الحملة العسكرية الاسرائيلية التي شردت الآلاف وأدت الى هدم المئات من المنازل الفلسطينية في المنطقة الحدودية مع مصر. واعرب الجيش الاسرائيلي عن "اسفه العميق للخسارة في ارواح المدنيين"، وقال ان فلسطينيين مسلحين كانوا بين المتظاهرين. غير ان الفلسطينيين نفوا ذلك بشدة. ووصف مبعوث الاممالمتحدة الخاص لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة جون دغارد امس الهجمات العسكرية الاسرائيلية على مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين بانها جريمة حرب وانتهاك لحقوق الانسان. وقال دغارد، وهو استاذ قانون من جنوب افريقيا في بيان: "هذه الاعمال تشكل جرائم حرب... كما انها ترقى الى عقاب جماعي ينتهك القانون الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان. وانه يتعين على مجلس الامن الدولي أن يبحث فرض حظر على واردات السلاح لاسرائيل مثلما فعل ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا عام 1977". وأضاف المبعوث: "يدعو المقرر الخاص مجلس الامن لاتخاذ اجراء مناسب لوقف العنف واذا اقتضت الضرورة فرض حظر الزامي على السلاح". ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش اسرائيل امس الى ممارسة ضبط النفس في قطاع غزة واحترام "ارواح الابرياء". وقال للصحافيين: "انني مستمر في الدعوة لضبط النفس. من الضروري ان يحترم الناس أرواح الأبرياء حتى يتسنى لنا تحقيق السلام". وطلبت ادارة بوش من اسرائيل تفسير تصرفاتها التي قتل فيها 12 فلسطينياً ورفعت عدد القتلى في يومين الى 33 شخصا خلال اعنف غارة تشنها اسرائيل على غزة في سنوات. وقال بوش: "سنتلقى توضيحا من الحكومة... لكنني سأستمر في الحديث عن حاجة كل الاطراف الى احترام ارواح الابرياء في الشرق الاوسط". ودان وزير الخارجية الايرلندي برايان كاون الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي، "الاستهانة غير المسؤولة" بالحياة البشرية التي تبديها القوات الاسرائيلية في رفح. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع قال امس في مدريد، مشيراً الى الاسرائيليين بعد محادثاته مع نظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ان "من ينوي الانسحاب الكامل ويزعم انه يريد السلام لا يحفر خنادق او يبني جدارات او يهدم المنازل. ان ايقاف العنف يجب ان يكون من الجانبين. وعندما تلتزم اسرائيل فعلا وقف اطلاق النار تجد فينا الشريك الوفي والجدي". ووصف نواب عرب في البرلمان الاسرائيلي اعمال الجيش الاسرائيلي في رفح بانها جرائم حرب وطالبوا بوقف المجازر ومحاكمة المسؤولين عنها.