كان عز الدين سليم، الرئيس الدوري لمجلس الحكم العراقي الذي قتل امس في عملية تفجير انتحارية في بغداد كاتباً بارزاً وناشطاً سياسياً تعرض الى السجن في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين وامضى اكثر من عقدين في المنفى قبل ان يعود للمشاركة في اعادة بناء بلاده. وكان عبد الزهرة عثمان، الذي اصبح يعرف ب"عز الدين سليم" خلال وجوده في المنفى، انتخب لتولي رئاسة مجلس الحكم، التي يجري التناوب عليها شهرياً، حتى نهاية الشهر الجاري. وهو ارفع مسؤول عراقي يقتل خلال الاحتلال الاميركي. ويأتي مصرعه قبل حوالي ستة اسابيع من الموعد المقرر لنقل السلطة الى العراقيين. كافح سليم ضد صدام بالكلمة. ونشط خلال وجوده في ايران بتأليف كراريس ومواد اخرى ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق، الذي كان اكبر قوة مناهضة لصدام ومقره في ايران. وتولى سليم ايضاً تحرير صحف ومجلات عدة وكتب تعليقات في التاريخ وروايات، واعدّ دراسة دينية نالت جائزة. ولد سليم في 1940 في مدينة البصرة. وكان مدرس تاريخ في المدينة عندما اصبح احد الاعضاء المؤسسين لحزب "الدعوة"، الحزب الاسلامي الشيعي الذي ناهض نظام صدام. وتعرض "الدعوة" في وقت لاحق الى انشقاق بسبب قضايا ايديولوجية الى ثلاثة احزاب. تزعم سليم احدها، "حركة الدعوة الاسلامية"، التي كانت عضواً في "المجلس الاعلى". وسجن سليم في عهد صدام من 1974 الى 1978، بحسب حارث ابراهيم، وهو شخصية سابقة في المعارضة العراقية لا يزال في بريطانيا ويعرف سليم. وبعد اطلاقه بوقت قليل فر سليم الى الكويت وانتقل في وقت لاحق الى ايران. عمل سليم بنشاط وسط الشيعة في الكويت. وابلغ اية الله محمد باقر المهري، رجل الدين الشيعي البارز في الكويت، وكالة "اسوشييتد برس" امس انه بكى عندما سمع نبأ موت صديقه سليم. وقال المهري ان صديقه تبنى اسم "عز الدين سليم" للتخلص من العملاء العراقيين الذين كان يخشى ان يلاحقوه. وكان يوقع كتاباته بهذا الاسم واصبح يعرف به. كان سليم كاتباً اسلامياً معروفاً منحه رجال دين في النجف قبل 30 عاماً جائزة عن كتاب ديني. وقال المهري ان المرة الاخيرة التي التقى فيها سليم كانت قبل ست سنوات عندما زار الكويت. واضاف انه "امتاز بشخصية معتدلة وبراغماتية، بعيدة عن التطرف او العنف. وكان محبوباً من الشيعة والسنة على السواء، وقريباً من الشهيد محمد باقر الحكيم". وكان الحكيم، مؤسس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، قتل في تفجير سيارة مفخخة في النجف في آب اغسطس الماضي. والقيت المسؤولية عن قتل الحكيم، كما هي الحال بالنسبة الى سليم، على قوى مبهمة مناهضة للاحتلال الاميركي. وادعت مجموعة غير معروفة سابقاً، تطلق على نفسها "حركة المقاومة العربية"، في بيان نشرته على الانترنت مسؤوليتها عن قتل سليم، ووصفته بأنه "خائن ومرتزق". ويخلّف سليم وراءه اربعة ابناء واربع بنات.