سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مداولات في شأن ائتلاف حكومي تتمثل اطرافه بوزراء ... واحتجاجات في اوساط القوميين المتشددين . صونيا غاندي تشكل حكومتها الاربعاء نتيجة اتفاق مع حلفائها اليساريين
اجرت زعيمة الغالبية في البرلمان الهندي مداولات مع حلفاء حزب المؤتمر في البرلمان، من اجل تشكيل حكومة ائتلافية يتمثلون فيها بوزراء، وذلك عشية اجتماعها المرتقب مع الرئيس ابو الكلام ازاد، لطلب تكليفها تشكيل حكومة، مثبتة حصولها على دعم برلماني كاف من الحلفاء. ويتوقع ان تتشكل الحكومة بحلول بعد غد الاربعاء لتكون جاهزة لأداء القسم، فيما نزل القوميون المتشددون الى الشارع مبدين اعتراضهم على تولي "اجنبية المولد" المنصب الأرفع في البلاد. توقع مسؤولون في حزب المؤتمر الهندي ان تؤدي صونيا غاندي وحكومتها الجديدة القسم الدستوري بعد غد الاربعاء، في ظل صفقات ابرمتها مع حلفاء وشركاء جدد. وتعهدت الاحزاب اليسارية التي فازت بأكثر من 60 مقعداً في الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي، بدعم غاندي. واجتمعت زعيمة المؤتمر امس، مع ممثلي الاحزاب اليسارية لاقناعها بالانضمام رسمياً الى الحكومة والمشاركة بوزراء، بدل الاكتفاء بدعمها من الخارج. ويناقش الشيوعيون انتهاج سياسة اقتصادية مشتركة مع تطلعهم الى طمأنة المستثمرين بعد انهيار الروبية والاسهم الى ادنى مستوى لها منذ اشهر عدة يوم الجمعة الماضي. وحصل حزب المؤتمر بزعامة صونيا على دعم كاف من حلفائه، يكفل لها ان تكون رئيسة الوزراء المقبلة وأول زعيمة للهند من اصل اجنبي. وعلى رغم الهزيمة الساحقة التي ألحقها برئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي وحزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يتزعمه، لم يحصل حزب المؤتمر على غالبية مريحة في البرلمان المؤلف من 545 عضواً. وما زالت صونيا تجري مفاوضات محمومة للاتفاق على حجم حكومتها الائتلافية وشكلها. وبدا ان اليساريين منقسمون على انفسهم في شأن الانضمام الى غاندي، فيما تعارض بعض الجماعات الشيوعية حزب المؤتمر على مستوى الولايات. ويمثل دعم الشيوعيين خطوة مهمة للغاية. فحصة الحزب الشيوعي الهندي هي الاضخم في البرلمان الجديد، اذ حصل على 43 مقعداً ليأتي بعد حزبي "المؤتمر" و"بهاراتيا جاناتا". وقالت غاندي بعدما نصّبها حزب المؤتمر زعيمة للغالبية في البرلمان، ما جعلها المرشحة الفعلية لرئاسة الوزراء: "اشكر شعب الهند من كل قلبي. لقد نجحنا في مواجهة كل الاحتمالات وسدنا على رغم كل التوقعات بحدوث كارثة. هناك الآن قوة دفع ولدتها نهضتنا، علينا الا نبددها. وعلينا استغلالها كعامل من اجل التغيير". وتعهد حزب المؤتمر الذي وضع الهند للمرة الاولى على طريق الاصلاح، بالتخلي عن السياسات الاقتصادية الاشتراكية قبل عشر سنوات، بمواصلة برنامج التحديث الاقتصادي الذي بدأه فاجبايي ولكن "بوجه انساني". ويخشى المستثمرون من ان يمنع اليساريون الاصلاحات او يقوموا بإبطائها ولا سيما بيع الشركات الحكومية. وحاول الشيوعيون الذين يطبقون اصلاحات على الطراز الصيني في الولايات التي يحكمونها، تهدئة الاسواق اول من امس، قائلين انهم يرحبون بالاستثمارات الاجنبية ويدركون انه لا يمكن بلداً ان يعزل نفسه عن الاقتصاد العالمي.