بعد تردد ومشاورات طويلة قرر "المعهد العالي للفنون المسرحية" تكريم أربعة مبدعين سوريين في حفل مفاجئ اقتصر حضوره الرسمي على وزير الثقافة الدكتور محمود السيد والثقافي على عدد محدود من الوجوه الثقافية. وبغياب أرملتي المكرمين الفنانة فائزة شاويش والدكتورة فاطمة ضميراوي بسبب ابلاغهما بموعد الحفلة بعد ظهر اليوم نفسه، أزاح مساء السبت الدكتور السيد الستارة عن لوحتين، تضمنت الأولى تسمية المسرح الايطالي قاعة المحاضرات باسم الكاتب المسرحي الراحل سعدالله ونوس والمسرح الدائري باسم المخرج المسرحي فواز الساجر. وعلى رغم انهما من مؤسسي "المعهد العالي للفنون المسرحية" في العام 1977، فإن "مبادرة" تكريمهما تصادفت مع الذكرى السابعة لرحيل ونّوس في 15 أيار مايو 1997 وعشية الذكرى 16 لرحيل الساجر في 16 أيار من العام 1988، بعرض مسرحية اربال "شجرة ميرا" من اخراج حسن عويتي وليس من اخراج الساجر أو نص ونّوس. كما تضمنت الحفلة تكريم الكاتب والشاعر ممدوح عدوان والدكتور نبيل الحفار بتقديم "شهادة تقدير" وباقة ورد وألف دولار لكل منهما... مع صورة جماعية ضمتهما مع الدكتور السيد وعميد "المعهد" الدكتور سامر عمران لتعلق الصورة في "لائحة الشرف"، ذلك باعتبار ان وزير الثقافة تعهد أن يكون "تكريم المبدعين الذين يقدمون حياتهم فداء للوطن تقليداً" في سورية. وكان مقرراً ان يتم التكريم في العام الماضي، لكن الحرب على العراق حالت دون ذلك، خصوصاً أن الدكتور عمران لم يجد "عائقاً بل ترحيباً رسمياً" ازاء المبادرة الجريئة بتسمية موقعين ثقافيين في "المعهد" باسم استاذين درسا فيه، على أساس ان التكريم انساني وشخصي... وليس سياسياً.