اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيعد صيغة جديدة ل"خطة الفصل" مع الفلسطينيين في غضون ثلاثة اسابيع. واوضحت انه اعلن هذا الامر اثناء الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء مؤكدا ان الحكومة ستعلن موقفها من الخطة بعد ذلك من خلال التصويت. كما اعلن الغاء زيارته للولايات المتحدة. وكان شارون مني بالفشل الاحد الماضي بعد ان رفض اعضاء حزبه "ليكود" خطته التي تنص على الانسحاب من قطاع غزة واخلاء المستوطنات المقامة فيه، وكذلك اخلاء اربع مستوطنات معزولة شمال الضفة الغربية. ومنذ ذلك الفشل بدأ شارون مشاورات مع وزراء الحزب واعضاء آخرين في الغالبية في محاولة للخروج من هذا المأزق، فيما كرر بوش دعمه للخطة التي نالت ايضا دعم الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة. وفي انتظار وضع اللمسات الاخيرة على الصيغة الجديدة للخطة، آثر شارون الاعلان امس عن الغاء زيارته المقررة الى الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل، والتي كان يفترض ان يلتقي خلالها بوش. وفي نظر المعلقين، ألغى شارون هذا اللقاء لكي لا يصل فارغ اليدين امام بوش. وكان مقررا أن يلقي شارون كلمة امام مؤتمر للجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية ايباك الموالية لاسرائيل في 17 ايار مايو. في غضون ذلك، لم يعر وزراء "ليكود" واليمين المتشدد اهتماماً لتلميحات وزير القضاء تومي لبيد بمغادرة الحكومة اذا توقفت العمليات السلمية. وقال أحد أقطاب معارضة "خطة الفصل" الوزير اسرائيل كاتس ان لبيد يحاول التدخل في شؤون حزب "ليكود" وليّ ذراع شارون "ولذا فالأجدر برئيس الحكومة أن يضم اليها الحزبين الدينيين المتشددين شاس ويهدوت هتوراة لتعزيز التوليفة الحكومية". وحذر وزير المال بنيامين نتانياهو رئيس حكومته من مغبة الالتفاف على قرار أعضاء "ليكود" رفض الخطة، ونصحه بالتشاور مع وزرائه والكف عن الإملاء، لبلورة خطة بديلة. وهدد زعيم حزب "الاتحاد القومي" المتطرف افيغدور ليبرمان بالانسحاب من الحكومة اذا أقدمت على إخلاء أي من المستوطنات، ورأى ان حل النزاع يكمن في الفصل التام بين اليهود والفلسطينيين من خلال ترحيل الفلسطينيين، وبضمنهم فلسطينيو 1948، مضيفاً أن اسرائيل تخوض مواجهة مزدوجة: قومية ودينية. الى ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" عن أوساط سياسية في تل أبيب ارتياحها لتصريحات الرئيس الأميركي عن "عدم واقعية" اقامة دولة فلسطينية في العام 2005. وتابعت ان الرئيس لا يخفي اعجابه بشخص شارون وبقدرته على ايجاد الثغرات المناسبة، كما فعل كمقاتل في الماضي في اشارة الى ماضيه العسكري للتقدم على مسار العملية السلمية، كما قال في اجتماع مغلق مع كبار معاونيه. وأضافت ان تصريحات بوش تؤكد قرار الادارة الاميركية العمل على دفع خطة الانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية وتجنيد أوروبا والعالم العربي لدعمها. ويكتب المعلق السياسي في الصحيفة آلوف بن ان "خطة الفصل" الاحادي غدت فجأة خطة دولية تقودها الولاياتالمتحدة لاعتقادها انها "خطوة تاريخية من شأنها تغيير ملامح الشرق الأوسط". وزاد ان "للعناق الأميركي" معنى واحد هو أن اسرائيل لن تكون قادرة أكثر على التراجع عن فك الارتباط بل ستكون هذه الخطة نقطة انطلاق لأي عملية ومبادرة سياسية و"بكلمات أبسط فإن العالم صادر المبادرة من يدي شارون"، ما يجعل الأخير محاصراً وهو الآن بحاجة الى مناورة تمكنه من اقرار خطته في الحكومة ويحاول كسب الوقت لصد الضغط الدولي. وتابع ان الاميركيين يتفهمون حاجة شارون لمزيد من الوقت، لكنهم يحذرونه من أن يستغل الفراغ الحاصل ليملأ بخطط مزعجة اذا تلكأ. ويستدرك المعلق ان الأميركيين أيضاً لا يتمتعون بحرية النشاط "انهم في سنة انتخابات رئاسية والمنافسة شديدة بين المرشحين والحذر أيضاً شديد من اغضاب اسرائيل ومؤيديها اليهود" في الولاياتالمتحدة.