احتفت حدائق "كيو النباتية الملكية" الواقعة في إحدى ضواحي لندن بوردة السحلبية على مختلف أنواعها بالمهرجان السنوي العاشر لهذه الوردة المتجددة دوماً مع ولادة فصائل جديدة منها من خلال تلقيح أشكالها المتنوعة. وعرض أكثر من 250 ألف زهرة سحلبية في "اكتشف السحلبية: المهرجان العاشر" ليطلق موسم الربيع في الحدائق البريطانية. وهو مهرجان تليه مناسبات عدة أهمها "معرض تشيلسي للورود" الذي يفتتح في شهر آيار مايو المقبل. وتعمل الجهات المسؤولة عن الحدائق الملكية البريطانية ودائرة السياحة العاملة تحت اسم "زوروا بريطانيا" على اجتذاب المقيمين في بريطانيا والسياح الأجانب لزيارة مثل هذه المعارض التي توفر متعة الطبيعة وفي الوقت نفسه تعطي المزيد من المعلومات عن أساليب الزراعة المختلفة. وأقيم مهرجان السحلبية في "مستنبت أميرة ويلز" تخليداً لذكرى أميرتين حملتا هذا اللقب هما الأميرة أوغستا والدة ملك بريطانيا جورج الثالث التي أسست الحدائق سنة 1759 والأميرة ديانا التي افتتحته بعد ترميمه سنة 1987. وزُين المستنبت بمختلف أنواع الورود التي تثبت مرونة تركيبتها التي تساعد في تلقيحها لتوليد زهرة جديدة بمواصفات مختلفة. ونُصب قوس فوق مدخل المستنبت الذي استضاف المهرجان ليمر من تحته الزوار، وكان أشبه بقوس قزح إذ اختلطت فيه درجات متنوعة من الأبيض والبنفسجي والأصفر والأخضر والبرتقالي على بتلات الأزهار المتناثرة على القوس. وعرض أول هجين اصطناعي لزهرة السحلبية باسم "فالينوبسيس" سنة 1856 في "مشتل فارتك" البريطاني. ورافقت جميع الورود لوحات تشرح أصلها والطقس المناسب لنموها. وهي وردة موزعة حول العالم وفي المناخات المختلفة إلاّ في الصحراء حيث لا تستطيع العيش في الجو الرملي الجاف. وتشتهر السحلبية بسهولة زرعها ورعايتها بالإضافة الى تقبلها للتلقيح الناجح، ما جعل جمعيات عالمية تنظم نفسها لدراسة هذه الزهرة وجمع المعلومات عنها. وكان "مستنبت أميرة ويلز" مناسباً جداً لعرض آلاف الأزهار معلقة على الأشجار، وأخرى تنمو على الصخر، بينما عرض بعضها في بركة صغيرة وسط المستنبت. وكانت المياه تصب في البركة منحدرة من صخور عالية صُممت على شكل شلال اصطناعي. وأضفى خرير المياه جواً من الهدوء والراحة على المستنبت المزدهي بألوان الأزهار البهيجة. وتجتذب هذه المعارض الطبيعية هواة ومحبي الزراعة، بالاضافة الى جامعي الأشكال المختلفة من الورود والمختصين بها. ويزور المعرض في العادة طلاب الفنون ليرسموا الأزهار عن كثب، كما تفقده بعض سكان لندن الذين رغبوا في قضاء وقت خاص للتمتع بهدوء الطبيعة بعيداً عن زحمة العاصمة. وتباع البذور والأزهار في مثل هذه المعارض، كما تقدم النصائح لمن يريد زرع هذه النباتات. ولم يكن الأمر مختلفاً في "كيو" فقد بيعت البذور بالاضافة الى أحواض الورد في متجر مختص داخل الحديقة. كما قُدمت النصائح لزارعي زهرة السحلبية التي يمكن أن تنمو داخل المنزل وخارجه. وتحتفل "الجمعية الملكية للحدائق" بمرور 200 عام على تأسيسها هذا العام. وفي هذه المناسبة، تبذل جهوداً خاصة للإبداع في عالم النباتات والمعارض التي تنظمها. ومن المنتظر أن يكون "معرض تشيلسي للورود" نادراً هذا العام بمشاركة 600 عارض و52 حديقة صممت خصيصاً لهذا الحدث، من بينها حديقة من تصميم كريستوفر برادلي هول برعاية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وتتميز هذه الحديقة بهدوء أجوائها المتأثرة بالحدائق الاسلامية القديمة. ومن المعارض المقبلة "مؤتمر وردة الزنبق" في نهاية حزيران يونيو المقبل، و"معرض قصر هامبتون كورت" في أول أسبوع من تموز يوليو، يليه "معرض مدينة لندن للورود" في أيلول سبتمبر المقبل. ولمن يقصد بريطانيا هذا العام، عليه التمتع بحدائقها المختلفة ومحاولة زيارة أحد المعارض الزراعية المختلفة في كل أرجاء البلد، خصوصاً أن دائرة السياحة البريطانية أطلقت على العام الحالي اسم "سنة الحدائق".