رفضت برلين أمس أي مسؤولية لأجهزة الاستخبارات الالمانية في قرار واشنطن شن الحرب على العراق في آذار مارس 2003، وذلك بعدما اشار عدد من وسائل الاعلام الى ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي تأخذ على هذه الاجهزة انها هي التي تسببت في اندلاع الحرب، بسبب تقديمها معلومات غير متكاملة. وكانت واشنطن بررت الحرب بامتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل. وقال مساعد الناطق باسم الحكومة الالمانية توماس زيغ، في مؤتمر صحافي، ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مداخلته امام مجلس الأمن لتبرير الحرب "استند الى العديد من مصادر المعلومات". واضاف: "يبدو من غير المرجح ان تكون الحكومة الاميركية أخذت قرارها استناداً الى معلومة وحيدة من المانيا"، رافضاً كشف مضمون ما نقلته الأجهزة الالمانية من معلومات الى الولاياتالمتحدة. واستناداً الى معلومات نشرتها صحيفتا "لوس انجليس تايمز" و"دي تسايت الالمانية" الاسبوعية، تأخذ الاستخبارات الاميركية على الاجهزة الالمانية انها قدمت معلومات لأحد الشهود عن اسلحة الدمار الشامل العراقية، وتأخرت الى ما بعد الخامس من شباط فبراير 2003 كي تبلغ الاميركيين انها ليست متأكدة من صدقية معلوماتها. ويرى الاميركيون الآن ان الشاهد الذي استندت اليه الأجهزة الالمانية والمعروف باسم "كورفبول"، هو شقيق أحد المقربين من المعارض العراقي زعيم "المؤتمر الوطني" أحمد الجلبي الذي كان يعيش خارج العراق منذ التسعينات، ومن ثم فإن معلوماته لا تحظى بالكثير من الثقة. وتشير "دي تسايت" الى ان الشاهد المعني متخصص "كيماوي هرب من العراق عام 1998، وقدم معلومات نقلت الى الاستخبارات الاميركية عن ترسانة صدام في عام 2000. وقال مسؤولون في الاستخبارات الالمانية رداً على اسئلة "دي تسايت" انهم نقلوا الى الاستخبارات الاميركية قبل الخامس من شباط 2003 تقاريرهم مرفقة ب"تقديرات واضحة عن صدقية" هذا الشاهد.