واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس قتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم واعتقالهم، فيما وصلت حال التأهب القصوى في الدولة العبرية ذروتها مساء امس عشية عيد الفصح اليهودي الذي يصادف اليوم. وفي أعقاب ورود عشرات الانذارات بقرب تنفيذ نشطاء فلسطينيين عمليات فدائية في القدسالمحتلة او في مدن اسرائيلية، رفعت اسرائيل حال التأهب الى ما قبل اعلان حال الطوارئ بدرجة واحدة. استشهد اربعة فلسطينيين في قطاع غزة امس احدهم متأثراً بجروح اصيب بها قبل ثلاثة أسابيع. وقال مدير مستشفى شهداء الاقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع ان جثث ثلاثة شهداء وصلت الى المستشفى مصابة بشظايا قذائف واعيرة نارية. وقالت مصادر فلسطينية ان الشهداء الثلاثة محمد أبو رويضة 18عاماً، وعماد الرجودي 18عاماً، ومحمد ابو سمهدانة 19عاماً استشهدوا برصاص قوات الاحتلال وشظايا القذائف التي اطلقتها قوات الاحتلال عليهم اثناء وجودهم في قرية جحر الديك جنوب شرقي مدينة غزة. وفيما قالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الشهداء الثلاثة غير المسلحين اقتربوا من السياج الفاصل بين القطاع واسرائيل، اعربت مصادر فلسطينية عن اعتقادها ان الثلاثة كانوا في طريقهم للتسلل للبحث عن عمل. وسقط شهيد رابع امس متأثراً بجروحه التي أصيب بها في السادس عشر من الشهر الماضي عندما اطلقت مروحيات اسرائيلية من نوع "أباتشي" اميركية الصنع عدداً من الصواريخ على منزل الناشط في حركة الجهاد الاسلامي محمد خروب فاستشهد شابان كانا يمران صدفة في المكان، وأصيب خروب وادهم هاشم 24عاماً بجروح خطيرة. واستشهد هاشم متأثراً بجروحه بعد ان ظل طوال الفترة الماضية في حال موت سريري في احد المستشفيات الاسرائيلية. من جهة أخرى، هدمت قوات الاحتلال منزل ناشط في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس أمس. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال هدمت منزل فلاح شحادة في خربة دير سويدان شمال مدينة رام الله فجر امس بحجة انه "جند منفذي عمليات اطلاق نار وزرع عبوات ناسفة" ضد قوات الاحتلال حسب مصادر عسكرية اسرائيلية. واضافت المصادر الاسرائيلية ان شحادة مسؤول عن عملية اطلاق نار وقعت في الرابع عشر من كانون الثاني يناير الماضي اسفرت عن قتل مستوطن يهودي وجرح آخر. الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 13 فلسطينياً ليل الاحد - الاثنين، من بينهم ثمانية من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بينهم فتاة، واربعة ينتمون لحركة "فتح" من مدينة الخليل، وآخر من بلدة الخضر قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة. في هذه الاثناء، وصلت حال التأهب القصوى ذروتها مساء امس في وقت شرع اليهودبالاحتفال بعيد الفصح اليهودي الذي بدأ مع غروب الشمس امس الاثنين. ومن المقرر ان تستمر حال التأهب القصوى والاغلاق المشدد المفروض على الاراضيالفلسطينية حتى مطلع الشهر المقبل، بحجة ان الفلسطينيين يسعون الى تنفيذ عملياتفدائية خلال الايام المقبلة التي تصادف اعياداً يهودية، منها ما يسمى "عيد استقلال اسرائيل". واصدر المفتش العام للشرطة الاسرائيلية شلومو اهدونيشكي تعليمات بإبقاء حال التأهب في درجة ج المعمول بها منذ اغتيال الشيخ احمد ياسين في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، وهي تسبق اعلان حال الطوارئ بدرجة واحدة فقط، ما يعني الغاء الاجازات والعطل الممنوحة لكل افراد اجهزة واذرع الامن الاسرائيلية والغاء الدورات التدريبية والارشاد لافراد الشرطة. وتخشى سلطات الاحتلال من رد فعل قوى من قبل فصائل مسلحة فلسطينية، خصوصا حركة "حماس" في اعقاب اغتيال الشيخ ياسين، ولمناسبة الاعياد اليهودية التي تكون خلالها الاهداف المفضلة للاستشهاديين، وهي المطاعم والفنادق والاسواق والحافلات مكتظة بالاسرائيليين. ونصبت قوات الاحتلال والشرطة وقوات "حرس الحدود" حواجز ثانية ومتحركة في شوارع معظم المدن الاسرائيلية، خصوصاً تلك التي شكلت في السابق هدفاً للعمليات.