قدم الوسيط التشادي في مفاوضات السلام السودانية في شأن السلام في اقليم دارفور مشروعاً الى الحكومة ومتمردي دارفور وضع المفاوضات على حافة الانهيار. وكشفت مصادر قريبة من المفاوضات تفاصيل المشروع الذي ينص على وقف للنار لمدة ستة اشهر بين الحكومة والفصائل المسلحة، ونزع الأسلحة من الفصائل وتجميعها في مواقع معينة وضم عناصر المتمردين الى الجيش السوداني برتب وامتيازات وإلحاق السياسيين بأجهزة الدولة والخدمة المدنية. وأشارت مصادر معارضة الى ان المشروع التشادي "أغفل الرقابة الدولية ف يما يتعلق بإشراكها في المفاو ضات أو مراقبة وقف النار". واكد عضو وفد الفصائل المسلحة نهار عثمان نهار رفض المسلحين "مبدأ إغفال الجانب الدولي، اذ اكتفى الوسيط التشادي بالإشارة الى نجامينا والاتحاد الافريقي". وعلم ان الأطراف تدرس المشروع التشادي الذي يرحب به الوفد الحكومي. ويتوقع ان يدخل المشروع المفاوضات في مأزق جديد وربما يتعرض للفشل، لأن المشروع هو ذاته الذي كان طرح في مفاوضات أبشي العام الماضي ورفضه المتمردون. في غضون ذلك، اعلنت نشرة تابعة للأمم المتحدة ان المنظمات الانسانية في المنظمة الأممية أعلنت حاجتها الى مبلغ 115 مليون دولار لإغاثة المدنيين بدارفور و30 مليون لاحتياجات اللاجئين منها الى دولة تشاد لمواجهة "أكبر كارثة انسانية في العالم وتقديم العون لأكثر من 750 ألفاً تضرروا من حرب غرب السودان" التي وصفت بأنها "منسية ومجهولة". الى ذلك، اكد ناطق باسم برنامج "شريان الحياة" في جنوب السودان ان منظمات الأممالمتحدة أجلت موظفيها في مناطق قبائل الشلك في شمال اعالي النيل قبل يومين بسبب صراع بين فصيل انشق عن القيادي في حركة قرنق الدكتور لام اكول والفصيل الموالي له بعد عودته الى قرنق. الى ذلك، لا تزال محادثات نيافاشا تراوح مكانها، وكشف السفير الاميركي في نيروبي في لقاء مع قيادات جنوبية أول من أمس ان واشنطن أبلغت طرفي التفاوض ضرورة التوصل الى اتفاق سلام بحلول 16 نيسان ابريل الجاري، مؤكداً ان الادارة الاميركية تدرس خيارات في حال تعثر المحادثات. واعلن ان مسؤولين كباراً سيصلون كينيا لتسريع عملية السلام. وقالت مصادر قريبة من المحادثات ل"الحياة" ان عملية التفاوض تمضي ببطء شديد على رغم حدوث تقديم محدود في اقتسام السلطة. وأوضحت ان القضايا الجوهرية لا تزال محل خلاف وتوقعت عدم تمديد الجولة التي تنتهي غداً في حال لم يحدث اختراق مفاجئ في الساعات المقبلة. واتهم رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر خلال لقائه مع القائم بالأعمال الاميركي في الخرطوم غيرارد غالوش "الحركة الشعبية" ب"المماطلة في قضايا فرعية بعد حسم مسائل رئيسية". وانتقد الطاهر في مؤتمر صحافي الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ الثلثاء وقال انه "نصب نفسه متحدثاً باسم دارفور للمطالبة برفع الظلم والتهميش". وأضاف الطاهر ان البرلمان سينظر في اسقاط عضوية وزير النقل السابق الدكتور لام اكول الذي عاد الى "الحركة الشعبية"، كما سيسقط عضوية الاسلامي ورجل الاعمال محمد عبدالله جار النبي الذي استقر في كمبالا بعد استقالته من رئاسة هيئة نواب الحزب الحاكم اثر صراع مع دوائر في السلطة.