اكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان الوسيط التشادي ابلغ حكومته بدء المفاوضات مع متمردي دارفور في نجامينا اليوم خلافاً لما ذكره المتمردون أن موعدها السبت المقبل، مؤكدا أن وفد حكومته سيتوجه الى العاصمة التشادية فجر اليوم. وفي غضون ذلك، فر عشرات الآلاف من المدنيين في جنوب السودان من مناطقهم بسبب اشتداد القتال قرب مدينة ملكال على رغم سريان اتفاق وقف النار بين الحكومة و"الحركة الشعبية" بزعامة جون قرنق. واعترف الرئيس السوداني عمر البشير امس بأن تطبيق الشريعة الاسلامية رافقه بعض الاخطاء، لكنه اعتبر أن ذلك لا يعني فشلها. ورأى ان مسيرة تطبيق الشريعة افضت الى طاولة المحادثات مع "الحركة الشعبية" لانهاء اطول حرب في افريقيا. واكد البشير الذي كان يتحدث امام "مؤتمر الشريعة والاجتهاد" ان الشريعة خيار لا بديل منه وان حكومته تسعى الى معالجة الاخطاء التي صاحبت تجربة تطبيقها. وربط إسماعيل موعد عودة النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه الى مقر المفاوضات مع "الحركة الشعبية" في كينيا بانتهاء وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد من اعداد مشروع توفيقي في 16 قضية عالقة. وينتظر ان يسلم وسطاء "ايغاد" تصوراً نهائياً الى قرنق وطه فور عودته الى مقر المفاوضات في ضاحية نيافاشا. وتدرس أمانة "ايغاد" ورقة جديدة في شأن القضايا الخلافية بعدما طلب الطرفان تدخلها. على صعيد آخر، أعلنت الاممالمتحدة ان ما لا يقل عن 50 ألف شخص اضطروا الى الفرار من ديارهم في منطقة اعالي النيل في السودان بسبب قتال دار بين الحكومة والمتمردين الشهر الماضي في مناطق تسكنها قبائل الشلك وهي ثالث أكبر مجموعة قبلية في الجنوب بعد الدينكا والنوير. وأكدت استمرار المعارك منذ آذار مارس الماضي بين ميليشيات حكومية وميليشيا انشقت عن القيادي في حركة قرنق لام أكول. واتهمت مصادر الأممالمتحدة الميليشيات الحكومية بالتورط في عمليات "حرق للقرى والمراكز الصحية والمدارس وقتل مئات المدنيين". وأشارت الى هجمات على المدنيين بمناطق نيلواك واوجوك والكي. وزادت "ان ميليشيات مسلحة من قبائل النوير شوهدت تفتح النيران على النساء والرجال"، وتشرف الحكومة في أعالي النيل وبحر الغزال على نحو 20 فصيلاً مسلحاً أبرزها الذي يقوده فاولينو ماتيب وجابرييل تانغ وسايمون غاتويك. ويشكل التطور تهديداً للسلام المتعثر بين الخرطوم وقرنق اذ إندلع بعد وقف للنار منذ أكثر من 16 شهراً. وساءت الأوضاع منذ انضمام قائد "الجيش الشعبي الفصيل المتحد" لام اكول الى قرنق في تشرين الأول اكتوبر الماضي ورفض بعض عناصره الانضمام الى قرنق بعدما كانوا انشقوا عنه في العام 1991. وفي تطور منفصل، قال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية أمس، ان مليون سوداني شردهم القتال في منطقة دارفور يواجهون بوادر ازمة صحية قد تخرج عن نطاق السيطرة. وقال جيدو ساباتينيللي ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان ان القتال يعوق الوصول الى بعض المناطق في دارفور قرب الحدود مع تشاد على الرغم من اتفاق لوقف اطلاق النار بدأ سريانه منذ اسبوع بين المتمردين وحكومة الخرطوم للسماح بدخول المعونات الانسانية العاجلة. ويصف مسؤولو الاممالمتحدة ازمة دارفور بأنها تطهير عرقي.