كشفت السلطة الفلسطينية اعتقال متعاونين مع اجهزة الامن الاسرائيلية ارشدا الطائرات الاسرائيلية الى تحركات قائد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في قطاع غزة عبدالعزيز الرنتيسي، ما عرضه لمحاولة اغتيال فاشلة قبل نحو 10 أشهر. وقدم مدير التحقيق في جهاز الاستخبارات العامة الفلسطيني المقدم نعيم ابو حسنين للصحافيين ابا وابنه قال انهما تعاونا مع جهاز الامن العام الاسرائيلي شاباك" في مراقبة تحركات قادة وناشطين فلسطينيين. واضاف ابو حسنين في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر الاستخبارات العامة في مجمع الاجهزة الامنية السرايا وسط غزة في ساعة متقدمة من ليل الاربعاء - الخميس ان محمود ابو قنيص 52 عاما وابنه رامي اعترفا اثناء التحقيق معهما لدى الاستخبارات العامة انهما رصدا تحركات الرنتيسي وابلغا اجهزة الامن الاسرائيلية بها. واضاف ان طائرات مروحية اسرائيلية من نوع "اباتشي" أميركية الصنع اطلقت في العاشر من حزيران يونيو عام 2003، ثلاثة صواريخ على سيارة كان يستقلها، ما ادى الى تدميرها واستشهاد عدد من المواطنين واصابة عدد آخر ونجاة الرنتيسي، فيما اصيب ابنه. وبدا ان المؤتمر الصحافي الذي تم الترتيب له على عجل، محاولة من السلطة للرد على حركة "حماس" التي كررت منذ اغتيال الرنتيسي في 17 الشهر الجاري، أنها ستعالج قضية العملاء بنفسها بالتعاون مع فصائل مسلحة اخرى. واخذت قضية العملاء والمتعاونين مع اجهزة الامن الاسرائيلية في التفاعل بقوة في المجتمع الفلسطيني منذ نجاح اسرائيل في اغتيال الرنتيسي الذي كان متواريا عن الانظار ويغير من هيئته ويستبدل السيارات التي يتنقل بها ولا يستخدم الهواتف المحمولة او اياً من اجهزة الاتصالات الحديثة. وعلى رغم تأخرها 16 عاما، الا ان اجهزة الامن الفلسطينية حققت انجازا مهما باعتقال ابو قنيص وابنه قبل نحو شهرين، علما انه اعترف بتجنيده للعمل لصالح "شاباك" عام 7819 قبل ان يجند ابنه للعمل معه بعد ذلك بسنوات. وكانت اجهزة السلطة الامنية الفلسطينية اعتقلت ابو قنيص عام 9719 للاشتباه في تعاونه مع اسرائيل، الا انه اطلق لعدم كفاية الادلة. وفي ما بدا انه رد على اتهام "حماس" للسلطة بالتقصير في ملف العملاء قال ابو حسنين: "طالبنا فصائل كثيرة بالتعاون ولم يتعاونوا، ونحن نظهر هذا الملف الذي لم يتعاونوا فيه لنؤكد للجميع ان ملف العملاء لم يقفل والمتابعة قائمة والاجهزة الامنية تقوم بعملها على اكمل وجه".