دعا جهاز المخابرات العامة الفلسطينية امس كافة الفصائل والقوى في فلسطين الى التعاون معه من اجل التصدى للعملاء ووقف خطرهم وحماية الامن الداخلي الفلسطيني مما يتعرض لها من مخاطر. ونفى متحدث باسم الجهاز في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الاتهامات التي توجه من قبل بعض الفصائل للاجهزة الامنية بالتقصير في حماية الامن الفلسطيني خاصة في مجال مكافحة العملاء الذين ازداد خطرهم مع تزايد عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة فلسطينيين. وقال العقيد نعيم ابو حسنين مدير التحقيق في الجهاز ان مكتبه حول الى مكتب النيابة العامة في وزارة العدل 294 ملفا لعملاء تورطوا في العمل مع اجهزة الامن الاسرائيلية قدم كثير منهم للمحاكمة فيما لا يزال البعض منهم رهن التحقيق او التوقيف. وانحى ابوحسنين باللائمة على الفصائل الفلسطينية في عدم التعاون مع جهازه في متابعة قضايا الاغتيال التي طالت عددا من قادة الفصائل مؤخرا مثل الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي مشيرا الى ان حركة حماس وغيرها من الفصائل لم تقدم أي معلومات بشأن تلك الاغتيالات في الوقت الذي توجه فيه الاتهام للاجهزة الامنية بالتقصير. ودعا حسنين الفصائل الفلسطينية للمساعدة في التحقيقات الجارية الان للكشف عن الجوانب الغامضة في اغتيال الكثير من الناشطين معتبرا ان من الخطير التوقف عند حدود الاتهام بالتقصير دون المبادرة الى مساعدة الاجهزة الامنية. وكشف حسنين عن ان جهازه اعتقل قبل شهور مشتبها به يدعى محمد ابو قينص وابن له تورطا في متابعة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والذي كان قد نجا من محاولة اغتيال في العاشر من شهر يونيو من العام الماضي. وقال حسنين ان ابو قينص وابنه ابلغا جهاز الامن العام الاسرائيلي بخط سير الدكتور الرنتيسي في ذلك اليوم حين اطلقت طائرات حربية اسرائيلية عدة صواريخ على سيارة الجيب التي كان على متنها في ذلك الحين حيث اصيب وابنه بجراح خطيرة فيما استشهد احد مرافقيه وعدد من عابري السبيل. من ناحية اخرى حذر حسنين الفصائل الفلسطينية من أي محاولة لمتابعة قضايا العملاء بشكل منفصل عن اجهزة امن السلطة الفلسطينية المسؤولة عن هذا الملف،معتبرا ان من شأن هذا الامر ادخال الساحة الفلسطينية في فوضى لا تحمد عقباها وقد يكون لها آثار مدمرة على المجتمع الفلسطيني نظرا لحساسيتها. من جهته قال محمد ابو قينص (52 عاما) من مدينة غزة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان ضابط امن اسرائيليا يدعى الون طلب اليه وبمساعدة احد ابنائه مراقبة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي قبل ايام من محاولة الاغتيال التي تعرض لها الاخير في شهر يونيو الماضي. واعترف ابو قينص انه تابع مع ابنه تحركات الرنتيسي في يوم الاغتيال حتى قامت المروحيات الاسرائيلية بقصف سيارته حيث ابلغ مشغله الاسرائيلي عبر الهاتف ان سيارة الرنتيسي قصفت. وحسب ابو قينص فانه كان يتقاضى مبلغ 200 او 300 شيقل مقابل كل معلومة كان يقدمها للمخابرات الاسرائيلية في كل مرة مشيرا الى انه جند لجهاز المخابرات الاسرائيلية في العام 1978 عندما قابل ضابط مخابرات اسرائيلي يدعى افي في المنطقة الصناعية في ايرز شمال القطاع والذي كلفه بمراقبة العمال الفلسطينيين الذين يعملون هناك. واوضح انه كان قد اعتقل خمسة اعوام بتهمة التخابر مع اجهزة الامن الاسرائيلية وافرج عنه قبل اكثر من عام قبل ان يعود مرة اخرى بتهمة مساعدة الاسرائيليين في مراقبة الرنتيسي اضافة الى عمليات تجسس اخرى.