بقدر النجاح الباهر الذي يحققه فريقا الزمالك والإسماعيلي حالياً في دوري كل العرب لكرة القدم، بعد أن تصدّرا مجموعتيهما في الدور الأول، وأثبتا جدارتهما في الدور الثاني، بقدر الانهيار الذي يعانيه الفريقان في البطولات الإفريقية، وهو الأمر الذي يعكس بوضوح تدني مستوى البطولة العربية بالمقارنة مع نظيرتها الإفريقية. ولأن الأرقام والنتائج لا تكذب.. تعالوا نتابعها بحياد وموضوعية. الزمالك أقوى المرشحين لإحراز بطولة كل العرب سجل إنجازاً تاريخياً وغير مسبوق بإحراز الفوز في كل مبارياته خارج مصر على الصعيد العربي، وفاز على الرياضي الموريتاني في نواكشوط، وعلى الترجي في تونس، وعلى الصفاقسي في صفاقس، وعلى اتحاد بليدة الجزائري في بليدة، وعلى الطلبة العراقي في دمشق، وحقق نسبة نجاح قدرها 100 في المئة خارج ملعبه. ولكنه وعلى الصعيد الإفريقي خسر مباراتيه الأخيرتين على الصعيد القاري وودع خلالهما البطولة الكبرى في إفريقيا عبر عامين متتاليين من الأدوار المبكرة. في 2003 خسر الزمالك من سيمبا التنزاني في دار السلام، وفي 2004 كرر الخسارة ولكن بنتيجة مهينة 1 - 4 من الجيش الرواندي في كيغالي. ونظراً لتواضع اسم وتاريخ سيمبا والجيش وكرة القدم في تنزانيا ورواندا يمكننا أن نستنتج وبسهولة أن انتصارات الزمالك العربية لا تعكس قوته ولا جبروته بعكس ما تعكس تدني المنافسين أو عدم اهتمامهم بالبطولة ومبارياتها. والإسماعيلي ليس أحسن حالاً من الزمالك، وهو لم يخسر مطلقاً على الصعيد العربي خارج مصر" إذ تعادل مع النجم الساحلي في تونس، ونصر حسين داي في الجزائر، وأهلي جدة في السعودية، بل وكان الطرف الأفضل في اللقاءات الثلاثة، وعندما اختبر إفريقيا سقط سقوطاً ذريعاً، وخسر الإسماعيلي مباراتيه الأخيرتين في البطولة الإفريقية وفقد لقب دوري الأبطال عام 2003 بالهزيمة من أنيمبا صفر - 2 في نيجيريا، وخرج باكراً من كأس الاتحاد بالهزيمة صفر - 2 من الملعب في تونس. ولم يكن الأهلي أحسن حالاً رغم تدهور مستواه ونتائجه، وهو لم يخسر عربياً في القاهرة وتعادل مع النجم الساحلي ونصر حسين داي والهلال السعودي، ولكن هذا الصمود الأحمر على ملعبه لم يستمر في البطولة الإفريقية، وخسر في القاهرة صفر - 1 أمام الهلال السوداني الجاد.