سجلت السياحة وتحويلات المهاجرين المغاربة اهم مصادر العملة الصعبة العام الماضي وبلغت اكثر من سبعة بلايين دولار. وقال مسؤولون ان القطاع لم يتأثر باعتداءات الدار البيضاءومدريد. ويتوقع المغرب زيادة تلك الايردات الى قرابة ثمانية بلايين دولار نهاية سنة 2004 . مع استمرار الاعتقالات في اسبانيا في اوساط الجالية العربية والاسلامية على خلفية تفجيرات قطارات مدريد الشهر الماضي قال مسؤولون مغاربة امس"ان الاعمال الارهابية، التي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى، لم تؤثر كثيراً في نشاط القطاع السياحي الذي يمثل المصدر الثاني للعملة الصعبة في البلاد. وقال وزير السياحة عادل الديوري:"ان الطلب على بعض المناطق السياحية في المغرب ارتفع 40 في المئة في الربع الاول من السنة الجارية ولم يتم تسجيل تراجع في عدد السياح الاجانب عقب الهجمات على قطارات مدريد على رغم حالة التأهب المسجلة في جل المطارات ومحطات القطارات الاوروبية. واضاف الوزير المغربي، الذي كان يتحدث في لقاء رجال الاعمال روتاري في الدار البيضاء، ان السياحة لم تتأثر بالاعمال الارهابية لكنها تظل قطاعاً مهدداً يحتاج الى حملة اعلان وعلاقات عامة واستثمارات ضخمة طويلة الامد. ويراهن المغرب على بناء 7 الاف غرفة سنوياً لاجتذاب حوالى 10 ملايين سائح قبل سنة 2012. وسجلت بعض المناطق ارتفاعا في اعداد السياح، خصوصاً الاوروبيين، وزاد السياح الاميركيين 58 في المئة بعد فترة تراجع امتدت منذ احداث 11 ايلول سبتمبر وارتفع عدد السياح الكنديين 42 في المئة ما يشير الى عودة الانتعاش الى السياحة الوافدة من شمال القارة الاميركية. ومثل الفرنسيون والاسبان النسبة الاكثر من زوار المغرب بينما تراجعت اعداد السياح الالمان والاسكندنافيين الى اغادير كما تراجعت اعداد السياح البريطانيين والايطاليين الى مراكش وفاس. وافادت احصاءات وزارة السياحة ان عدد السياح بلغ العام الماضي 4.8 مليون سائح بنسبة نمو 6 في المئة على عام 2002 وبلغت حركة النقل الجوي 6.7 مليون مسافر استخدم نصفهم مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء في الوصول الى المغرب. تحسن اوضاع المهاجرين من جهتها اشارت مصادر حكومية الى ان اوضاع المهاجرين في اسبانيا مرشحة للتحسن في ظل الحكومة الجديدة التي يقودها خوسي لويس ثاباتيرو الذي يعتزم زيارة المغرب قريباً. ويمثل المغاربة حوالى ربع المهاجرين الاجانب في اسبانيا البالغ عددهم 2.7 مليون شخص من عدد سكان يصل الى 42.7 مليون شخص. وتم ابلاغ الطرف المغربي عدم تضرر الجالية من مخاوف اشتداد العداء ضدهم بعد اعتقال مغاربة على ذمة التحقيقات. وقالت المصادر انه لا يوجد مؤشر على زيادة التمييز ضد المهاجرين خصوصاً من شمال افريقيا ولم يتم تسجيل اعمال عنصرية ضد الاجانب. وأشارت المصادر الى ان الهجرة الاجنبية جعلت الاقتصاد الاسباني ينمو بوتيرة اكبر من شركاء اسبانيا في الاتحاد الاوروبي في الاعوام الماضية ما جعل اسبانيا مقصداً للهجرة خصوصاً من دول جنوب البحر الابيض المتوسط واميركا اللاتينية. ويعتقد الاقتصاديون ان الهجرة مفيدة للاقتصاد الاسباني خصوصاً في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية في الجنوب كما هي مفيدة لدول المصدر التي تحقق ايردات بالعملات الصعبة وتعالج مشاكل البطالة لديها. وكانت حكومة رئيس الوزراء السابق خوسي ازنار عدلت قوانين الهجرة مرات عدة لجعلها اكثر صعوبة لدخول الاجانب واقامتهم كما شددت القنصليات الاسبانية اجراءات منح تأشيرة الدخول وكان من اسبابها تنامي ظاهرة الهجرة السرية عبر مراكب الموت في البحر الابيض المتوسط.