سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خرق للهدنة في المدينة المحاصرة ومجلس الحكم متفائل بالمفاوضات وباول يحمل على "الرعاع" أنصار الصدر . بوش يطلق يد الجيش لحسم معركة الفلوجة وانان يحذر من "عواقب" اقتحام النجف
أطلق الرئيس جورج بوش امس يد الجيش الأميركي لحسم معركة الفلوجة، وأعلن ان الولاياتالمتحدة "ستتخذ الاجراءات المطلوبة والضرورية لتوفير الأمن" في هذه المدينةالعراقية، في وقت قصفت القوات الاميركية الفلوجة بالطيران والدبابات بعنف لليوم الثاني على التوالي، مهددة اتفاق وقف النار المترنح. ورغم تصاعد الانتهاكات للهدنة، أكد مجلس الحكم الانتقالي ان المفاوضات لانهاء حصار الفلوجة مستمرة، لكنه حذر من ان أي عمل عسكري شامل ضد أي مدينة عراقية سيؤدي الى سقوط آلاف من الضحايا. في الوقت ذاته وجه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تحذيراً من عواقب "اجراءات عسكرية عنيفة تتخذها قوة الاحتلال" داعياً الى "ضبط النفس والحوار"، في حين حمل وزير الخارجية الأميركي كولن باول على "المجرمين والرعاع" الذين "يستخدمون الأماكن الدينية لتخزين الأسلحة" في جنوبالعراق، في اشارة الى أنصار مقتدى الصدر. وقال بوش في البيت الابيض في ختام لقائه رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون: "قادتنا العسكريون سيتخذون كل الاجراءات الضرورية لتوفير الأمن في الفلوجة لما فيه مصلحة الشعب العراقي". وتحدث عن "جيوب مقاومة" في الفلوجة، لكنه اصر على ان "معظم المدينة يعود الى وضعه الطبيعي". وأكد عضو مجلس الحكم محسن عبدالحميد ان المفاوضات لانهاء حصار الفلوجة مستمرة "بشكل جيد" على رغم بعض انتهاكات لوقف النار والهدنة التي اتفق عليها بين القوات الاميركية ووفد من وجهاء الفلوجة. وأضاف ان الوفد المفاوض قال ان انتهاكات وقف النار لا تعني انتهاء المحادثات. لكنه حذر من أي هجوم أميركي شامل على أي مدينة عراقية، قائلاً انه سيتسبب في سقوط آلاف الضحايا. وتحدث عضو المجلس حميد مجيد موسى عن خطة مبعوث الأممالمتحدة الاخضر الابراهيمي، مشيراً الى ان من حق الأخير قول ما يريد ولكن "من حق مجلس الحكم أن يقول ويقرر ما في مصلحة الشعب، وما هو مناسب لظروف البلاد". وكان الابراهيمي اعتبر الثلثاء انه على رغم العنف في العراق، من الممكن اقامة حكومة عراقية موقتة بحلول نهاية أيار مايو، أي قبل شهر من موعد تسليم السلطة. وأكد انان في مؤتمر صحافي عقده أمس ان "لا دور للأمم المتحدة في حل ازمة الفلوجة سوى التشجيع على الحوار". واضاف ان اقتحام النجف ستترتب عليه "عواقب من الصعب تخيلها"، ما قد يؤدي الى "تعقيد جهود" المنظمة الدولية مع العراقيين لاقامة حكومة انتقالية واجراء انتخابات. وزاد: "كلما اتخذ الاحتلال مزيدا من الاجراءات العسكرية التي تضر المدنيين كلما تنامت صفوف المقاومة". وأيد توصيات موفده الى العراق التي قدمها الى مجلس الامن، وقال رداً على سؤال ل"الحياة" ان الأممالمتحدة تلقت طلباً من لجنة في الفلوجة للتدخل "انما يصعب علينا ذلك لأننا لسنا على الارض، لكنني تحدثت الى السلطات الاميركية في الموضوع وضرورة الحذر وفعل كل ما هو ممكن لتجنب المواجهة العسكرية". معارك الفلوجة على صعيد الوضع الأمني، شنت مقاتلات وطائرات هليكوبتر عسكرية أميركية هجوماً على الفلوجة امس، مستهدفة المنطقة ذاتها من المدينة المحاصرة التي تعرضت ليلاً لقصف جوي، ومنطقتين أخريين في المدينة. وقال شهود ان الغارات الجوية والقصف الاميركي ليلاً دمرت عشرة منازل وألحقت اضراراً بأخرى. وتمكنت عربات الاسعاف من دخول حي الجولان الشمالي في الفلوجة مع طلوع النهار لكن حجم الخسائر في الأرواح لم يتضح بعد. ونفذت قوات اميركية عمليات تفتيش دقيقة عند نقاط أقامتها على مدخل الفلوجة، وفتشت السيارات والاشخاص مستعينة بكلاب مدرب.، ولم يستثن الجنود حتى سيارات الشرطة ورجالها الذين دخلوا المدينة. وفي عمان، قالت ناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان رسالة ثانية من الرئيس المخلوع صدام حسين الى ابنتيه، لا تزال تخضع لرقابة اميركية بانتظار تسليمها. وفي مدينة قم الايرانية، حذر احد رجال الدين في الحوزة الشيعية من اقتحام مدن جنوبالعراق التي تحتضن الأماكن الدينية، خصوصاً كربلاء والنجف. وكانت الحوزتان في قم ومشهد شهدتا اضراباً واعتصاماً امس، احتجاجاً على العمليات العسكرية الاميركية في جنوبالعراق.