بدأت السلطات المغربية تحريات في قضية سرقة مواد متفجرة في مصنع في ضواحي مدينة سطات على بعد 80 كلم جنوبالدار البيضاء. وجاء ذلك بعد اكتشاف سوائل كيماوية في شقة كان يستخدمها مطلوبان في تفجيرات الدار البيضاء، هما صلاح الدين الغبيش والدرباني اللذين اعتقلا الأسبوع الماضي في مدينة برشيد ضمن محور الدار البيضاءسطات. وتوقعت مصادر أمنية احالة المتهمين بسرقة المتفجرات على المحكمة العسكرية في الرباط في حال ثبوت عزمهم على استخدامها في أعمال إرهابية. ويبدو، حسب المصادر ذاتها، أن خطة سرقة المتفجرات من مصنع اسباني لاستخدامها في تفجيرات مدريد، دفعت السلطات إلى تشديد الرقابة على المصانع، والبحث في إمكان افادة ارهابيين محتملين من الخطة ذاتها، خصوصاً أن التحقيقات شككت في احتمال أن تكون المتفجرات التي استخدمها الانتحاريون في هجمات الدار البيضاء جُلبت من خارج البلاد. إلى ذلك، اعتقلت السلطات متهمين جدداً في مدينة مكناس، على خلفية تفكيك شبكة كان يقودها توفيق الحوينثي ومحسن بو عرفة اللذان تردد أنهما كانا يرتبطان بعلاقة مع المتهم عبدالوهاب الرباع الذي قضت عليه محكمة بالإعدام. وحجزت قوات الأمن منشورات ومواد متفجرة بعد عمليات تمشيط واسعة النطاق في المنطقة. في غضون ذلك، تعتزم تنظيمات مدنية ونشطاء في حقوق الإنسان تنظيم تظاهرة حاشدة في الذكرى الأولى لهجمات الدار البيضاء الانتحارية في 16 أيار مايو المقبل. إلى ذلك، بدا أن حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الذي تعرض لهجمات وانتقادات عنيفة بسبب ما تردد عن تأييده المعنوي للتطرف، تجاوز المحنة عبر تأكيد التزامه نبذ العنف والتطرف. وكان لافتاً أن أجهزة الإعلام الرسمية تناولت مضمون رسالة بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الزعيم السابق للحزب الدكتور عبدالكريم الخطيب، لمناسبة استقالته من القيادة خلال المؤتمر الخامس. ووصف العاهل المغربي قرار الخطيب بأنه "نبيل وصادق". ونوه بدوره ووفائه لثوابت الدولة. كما وجه العاهل المغربي رسالة مماثلة إلى الأمين العام الجديد للحزب الدكتور سعدالدين العثماني هنأه فيها على ثقة قواعد الحزب. ولاحظ المراقبون أن الرسالتين تشيران إلى تطبيع العلاقات مع السلطات، خصوصاً أن العثماني صرح أخيراً أن حزبه يدعم التوجه الديموقراطي في نطاق التعددية السياسية. إلى ذلك، بدأ معتقلون في هجمات الدار البيضاء تنفيذ احتجاج على ما يصفونه ب"المعاملات غير اللائقة" داخل السجون. وقال بعض ذوي معتقلي "السلفية الجهادية" في سجن القنيطرة على بعد حوالى 35 كلم شمال العاصمة الرباط، ان شيوخ التنظيم عبدالوهاب رفيقي وعبدالكريم الشاذلي ومحمد الفيزازي وعمر الحدوشي، دعوا إلى تنفيذ اضراب عن الطعام احتجاجاً على الأوضاع التي يعيشونها في المعتقل. وأصدر هؤلاء بياناً، يعتبر الأول من نوعه، دانوا من خلاله الهجمات في الدار البيضاء، وأعلنوا رفضهم كل أشكال العنف، مؤكدين أنهم أبرياء من التهم الموجهة إليهم، ودعوا التنظيمات الحقوقية ونشطاء حقوق الإنسان إلى التضامن معهم.