دعا المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري الى "تغيير السلوك" الأميركي في العراق "كي تصبح الولاياتالمتحدة أقوى في الخارج". محملا سياسة الرئيس جورج بوش مسؤولية عزلة بلاده. وأيد نشر صور نعوش قتلى الجيش الاميركي في العراق، في حين افيد في لندن ان حكومة توني بلير اعدت خيارات لزيادة قواتها هناك، في مقابل دور اوسع في معالجة المشكلة الامنية. وبين تلك الخيارات نشر فرقة الرد السريع التابعة للحلف الأطلسي، كما لم تستبعد استراليا ارسال تعزيزات، واقتدت بها جورجيا. انتقد المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري، عزلة الولاياتالمتحدة في العالم، الناجمة عن سياسة الرئيس الجمهوري جورج بوش. وقال في تجمع لانصاره في دي موان: "حتى لو كان لدينا اقوى جيش في العالم، نحتاج الى اصدقاء وحلفاء على هذه الارض". واكد انه اذا انتخب رئيسا في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر "سينضم الى مجموعة الامم، وسيعيد النفوذ والاحترام لاميركا". وزاد: "نستطيع ان نجعل اميركا واحة امان، وان نجعل العالم يشعر بمزيد من الامان، لكننا نحتاج الى رئيس يعرف كيف يفعل ذلك"، فيما يشهد الوضع مزيدا من التدهور في العراق. وقال كيري: "لا تستطيع ان تفعل ذلك اذا تفردت باتخاذ المواقف دائما"، ملمحا الى سياسة بوش. وأعرب عن اعتقاده بأن القوات المنتشرة في العراق "تستحق قيادة تفهم ان الامر لا يتعلق بالكرامة والمواقف التي لا تتغير". واستدرك: "علينا تغيير مسلكنا في العراق، كي نكون اقوى في الخارج". وتعليقا على نشر صور نعوش جنود اميركيين قتلوا هناك، قال كيري: "علينا الا نخفي ذلك عن اميركا"، وان الصور تتيح "فهم تضحياتهم وتكريمهم". وأدى نشر تلك الصور على موقع في شبكة الانترنت الى جدل واسع، ومنع البنتاغون وسائل الاعلام من الحضور خلال نقل جثث الجنود. وارتفعت اصوات، خصوصا في معسكر معارضي الحرب، ضد هذا المنع الذي اعتبر محاولة من السلطة لتخفيف وطأة الخسائر البشرية على الرأي العام الاميركي. في لندن، افادت صحيفة "ذي تايمز" امس ان حكومة توني بلير اعدت خيارات لزيادة عدد قواتها في العراق، لتعويض النقص الذي سينجم عن انسحاب القوات الاسبانية. واوضحت ان هذه الخيارات تبدأ من "ارسال 1500 2000 جندي اضافي، لملء الفراغ الذي سيؤدي اليه انسحاب الاسبان، الى تسلم الاشراف على فرقة ثانية متعددة الجنسية في وسط جنوبالعراق، وفي مقابل مساهمة اوسع، ستطلب بريطانيا تمكينها من التأثير في شكل اكبر في طريقة التعامل مع المسألة الامنية في العراق". ونقلت عن مصادر في وزارة الدفاع انه في حال انتشار القوات البريطانية حول النقاط الساخنة كمدينة النجف، "يقضي احد الخيارات بان تنتقل الى القيادة البريطانية الفرقة المتعددة الجنسية التي يقودها الآن جنرال بولندي". واشارت الى ان الخيار الآخر الذي تدرسه لندن سيكون "الطلب من الحلف الاطلسي السماح بنشر الفرقة الحليفة للرد السريع، المتمركزة في المانيا، لتولي القيادة بدلا من البولنديين". واكدت ان هذه الفرقة التي يتولى قيادتها الجنرال البريطاني ريتشارد دانات 60 في المئة من افرادها من الجنود البريطانيين. لكنها ذكرت بان الحلف كان استبعد نشرها في العراق. ويقود البريطانيون الان الفرقة المتعددة الجنسية المؤلفة من حوالى 8 آلاف عسكري حول مدينة البصرة. واعترفت مصادر في وزارة الدفاع بان "القوات البريطانية تبدو كأنها وحدها القادرة على زيادة حضورها في العراق" الى جانب الاميركيين الذين ينشرون هناك 135 الف جندي. في غضون ذلك، تحدث رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد امس عن امكان ارسال تعزيزات الى العراق لمواجهة بعض الاحتياجات بعد انسحاب قوات التحالف من عدد من المدن. وقال هاورد الذي عاد من زيارة استغرقت بضع ساعات للعراق الاحد، ان بلاده لا تستطيع ارسال عدد كبير من العسكريين الاضافيين، لكن هناك "نشاطات في مجالات" يمكنها ان تتولاها. وأكد لصحيفة "مورنينغ هيرالد" الاسترالية ان "تغييرا قد يطرأ على تشكيلة وحداتنا وزيادة طفيفة فيها لكن لدينا التزامات اخرى، وهذا لا يعني انني استبعد تماما زيادة حجم وجودنا". وينتشر الان 850 عسكريا استراليا في العراق والمنطقة، في مقابل الفي عسكري عند الغزو في اذار مارس العام الماضي. وكان هاورد صرح بانه لا يرى اي سبب لتعزيز الوجود الاسترالي في العراق، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة لم تطلب ذلك. وتراجع رئيس الحزب المحافظ الجديد في كندا، ستيفن هاربر الذي انتقد العام الماضي رفض اوتاوا خوض الحرب على العراق، عن مواقفه، مؤكدا انه لن يرسل قوات الى هذا البلد اذا اصبح رئيسا للوزراء في الانتخابات المقبلة. وقال في تصريح الى شبكة "سي تي في" الخاصة "نظرا الى قدرتنا العسكرية المحدودة وحجم التزاماتنا في اماكن اخرى في العالم، والتي تتجاوز الحدود، لا اعتقد بان ارسال قوات الى العراق ممكن". واعلنت وزارة الدفاع في جورجيا انها تنوي زيادة وجودها العسكري في العراق من 150 الى 550 جنديا. وتأتي هذه الخطوة عقب اعلان اسبانيا وهندوراس والدومينيكان سحب قواتها. ويتمركز جنود جورجيا في بلدة تكريت، مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين.