دافع صقور الحرب على العراق عن موقفهم، مؤكدين أنهم اتخذوا القرار الصحيح. ورددوا عبارة واحدة: «العالم أفضل من دون صدام حسين»، غير آبهين بمئات آلاف الضحايا العراقيين الذين سقطوا وملايين المشردين والجرحى، ودمار البنية التحتية وإعادة البلاد إلى ما قبل العصر الحجري. وعبر عن هؤلاء الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن الذي قال أنه غير نادم على احتلال العراق، مؤكداً مقولته السابقة أن «العالم أفضل من دون صدام حسين»، ودافع رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هاورد عن قراره المشاركة في الحرب، إلى جانب الولاياتالمتحدةوبريطانيا، وقال انها كانت مبررة في ذلك الحين ولم يكن هناك «أي كذب». وتأتي تعليقات بوش وهاورد غداة توجيه جون شيلكوت، رئيس لجنة التحقيق البريطانية في هذه القضية، انتقادات قاسية إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، معتبراً أن اجتياح العراق عام 2003 حدث قبل استنفاد كل الحلول السلمية وأن خطط لندن لفترة ما بعد الحرب لم تكن مناسبة. وقدم بلير اعتذاره عن الأخطاء المتصلة بخوض بريطانيا الحرب الواردة في تقرير لجنة التحقيق البريطانية الذي نشر الأربعاء، لكنه دافع عنها معتبراً أنها جعلت العالم «أفضل وأكثر أمناً». وقال هاورد رئيس الحكومة الاسترالية من 1996 الى 2007 وكان يعتبر مع بلير من أكثر حلفاء بوش تأييداً للغزو الأميركي للعراق، انه يأسف للخسائر في الأرواح لكنه دافع عن قراره. قال خلال مؤتمر صحافي في سيدني «أعتقد بأن قرار الذهاب الى العراق كان مبرراً في تلك الفترة ولا أتراجع عن ذلك لأنني أعتقد بأنه كان القرار الصحيح». وأضاف، رداً على سؤال عما اذا كان يرغب في الاعتذار إلى عائلات العسكريين، «بالتأكيد أشعر بالأسف للجروح، والأسى الذي لحق بكل شخص. وإذا كنتم تسألونني عما اذا كنت أعتذر عن القرار الذي اتخذته، فأنا أدافع عنه بالتأكيد». وتابع «لا أتراجع عن ذلك ولا أعتقد استناداً الى المعلومات التي أملكها انه قرار خاطئ». وأكد تقرير لجنة شيلكوت التي تحمل اسم رئيسها، ان بلير وعد بوش بالوقوف الى جانبه «مهما حدث». واعتبر التقريره أن بريطانيا اجتاحت العراق في شكل سابق لأوانه من دون ان تحاول «استنفاد كل الخيارات» الديبلوماسية. وأضاف رئيس اللجنة «استنتجنا أن بريطانيا قررت الانضمام الى اجتياح العراق قبل استنفاد كل البدائل السلمية للوصول الى نزع أسلحة البلاد، والعمل العسكري لم يكن آنذاك حتمياً». وندد باعتماد لندن معلومات أجهزة استخبارات لم يتم التحقق منها في شكل كاف، في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال هاورد ان المعلومات عن الأسلحة كانت موجودة قبل الغزو. وأضاف «لم يكن هناك كذب، كانت هناك أخطاء في الاستخبارات ولكن لم يكن هناك كذب»، مؤكداً في الوقت نفسه انه يحترم نتائج تحقيقات اللجنة البريطانية لكنه لا يوافق عليها. في واشنطن، أعلن بوش الابن أنه ما زال مقتنعاً بأن العالم افضل من دون صدام حسين، وذلك في معرض تعليقه على تقرير لجنة التحقيق البريطانية حول غزو العراق في 2003. وقال فريدي فورد، الناطق باسم الرئيس السابق في بيان: «على رغم الإخفاقات الاستخبارية والأخطاء الأخرى التي اعترف بها سابقاً، فإن الرئيس بوش ما زال يعتقد ان العالم بأسره افضل حالاً من دون صدام حسين في السلطة». وأضاف أن بوش الذي أمر بغزو العراق في 2013 « يشكر للغاية عمل القوات الأميركية والتحالف وتضحياتهم خلال الحرب على الإرهاب. ولم يكن هناك حليف اكثر صلابة من بريطانيا بقيادة رئيس الوزراء توني بلير». ولفت الناطق الى انه لم يتسن للرئيس «أن يقرأ تقرير لجنة التحقيق الذي نشر الأربعاء في لندن».