قالت وسائل اعلام بريطانية امس انه قد يتم نقل قوات بريطانية الى بغداد لتغطية الجنود الاميركيين الذين يقاتلون المقاومين في مدينة الفلوجة ومناطق اخرى من العراق. وبارسال قوات للعاصمة العراقيةبغداد ستكون هذه المرة الاولى التي يعمل فيها جنود بريطانيون خارج منطقة البصرة الهادئة نسبيا في جنوبالعراق. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية ان هذه الخطوة ستشمل ما يصل الى 650 جنديا وستستمر لبضعة أسابيع. وذكر ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن انه لم يتم اتخاذ قرار وان أي تحرك كبير للقوات سيتم اعلانه "بالطريقة العادية". وقالت صحيفة "ذي تايمز" ان ضباطاً من فرقة "بلاك ووتش" البريطانية التي تعمل حاليا في البصرة ابلغوا جنودهم بشأن تحرك محتمل الى بغداد. وقال المحلل العسكري تشارلز هيمان من "جينز ورلد آرميز" ان الانتشار "يشير على الارجح الى صعوبة نشر الولاياتالمتحدة قوات كافية في العراق... مما لا شك في انه يمثل تعزيزاً لدور القوات البريطانية في هذا البلد". ووافقه في الرأي محلل الشؤون الدفاعية المستقل بول بيفر الذي قال "عدد المقاتلين يتزايد ويسهل التسلل عبر الحدود وهناك عدد معين متاح من القوات"، مضيفا ان "كل شيء يعود الى مشكلة أن احدا في القيادة لم يفكر بأنه ستكون هناك مشكلة عسكرية ضخمة في العراق بعد 18 شهرا من الغزو". وتعد مشاركة بريطانيا في غزو العراق في العام الماضي أكبر انتشار لقواتها منذ الحرب الكورية قبل 50 عاما ولكن قواتها سدس حجم القوات الاميركية في العراق. ومنذ بداية الحرب قتل 68 جنديا بريطانيا في مقابل أكثر من الف جندي اميركي. وطالب نيكولاس سومس الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة الظل التي يديرها حزب المحافظين المعارض وزارة الدفاع البريطانية بتقديم مزيد من التوضيح حول دور القوات البريطانية في العراق. وقال انه اذا كان الجنود البريطانيون يضطلعون بدور أكبر في العراق فلا بد أن يحصلوا على دور أكبر في التخطيط للعمليات ويجب أن يكون هناك تنسيق دقيق مع القوات الاميركية. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية "يجب أن تكون قواعد الاشتباك واضحة جداً لأنها ربما تكون مختلفة كثيرا عما يستخدمه الفوج في البصرة". وفي واشنطن، اظهر استطلاع للرأي نشره مركز "انينبرغ" امس ان العسكريين الاميركيين وعائلاتهم ورغم دعمهم للرئيس الاميركي جورج بوش في حرب العراق، يأخذون عليه عدم ارسال ما يكفي من الجنود الى هذا البلد. وأفاد الاستطلاع الذي اجري على عينة من 655 راشداً من العسكريين العاملين او افراد عائلات الجنود، بأنهم اعترضوا ايضا على واقع نشر جنود الحرس الوطني وجيش الاحتياط، الاقل خبرة من عناصر الجيش المحترفين، على الخطوط الامامية للجبهات في غالب الاحيان. وقال آدم كلير المدير السياسي للاستطلاع ان "الجيش يفضل بوضوح الرئيس بوش على السناتور جون كيري، ويؤمن بشدة بمهمة بوش في العراق"، لكنه اضاف ان "لديهم في الوقت نفسه شكوكاً جدية" حول الطريقة التي يدار فيها الوضع ميدانياً.