في الوقت الذي تنشط الأجهزة الأمنية السعودية لملاحقة عناصر الخلايا الإرهابية وأتباعهم وأنصارهم، فتح قادة المملكة الطريق للتوبة لمن يعترف بخطئه من "الفئة الضالة" ويستسلم. ودعا الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، المفتش العام لدى استقباله مواطنين وضباطاً من القوات المسلحة والحرس الوطني ووزارة الداخلية والضباط والأفراد الذين شاركوا في عملية الدهم ومطاردة الإرهابيين في جدة "الأشخاص المغرر بهم والمغسولة أدمغتهم ضد دينهم وولاة الأمر والشعب، أن يرجعوا الى الصواب ويستسلموا ويأمنوا". وأضاف: "من استسلم فقد أمن، ومن قاوم فقد خسر"، مؤكداً أن المملكة آمنة. وفتح وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز الباب لتوبة "الفئة الضالة"، لكنه أكد أن الدولة عازمة على اجتثاثهم. وقال في تصريحات الى الصحافيين مساء أول من أمس لدى قيامه بزيارة عزاء لأسرتي اثنين من ضحايا تفجير "الوشم" في الرياض: "دولتكم عازمة جداً ومصممة على اجتثاث كل أفراد الفئة الضالة، ومن أراد السلامة فالباب مفتوح ليعود ويقول انني أخطأت". لكنه شكك في قبول هؤلاء التوبة، إذ أضاف: "يبدو أنهم لم يدخل في رشدهم الصواب". وأكد أن السلطات تعمل للوصول إليهم في كل مكان "كي نجنب بلادنا وأبناء هذا الوطن ومن يقيم فيه شرورهم وأذاهم". وزاد محذراً: "من يؤوي أفراد الفئة الضالة أو يتعاون معهم أو يشجعهم أكثر شراً منهم، وسيطاوله العقاب كما يطاولهم"، مشيراً إلى انه "سيطبق عليهم العقاب الشرعي الذي ينهيهم". ورحب المفتي العام للسعودية ورجال دعوة في المملكة بدعوتي الأمير سلطان والأمير نايف الإرهابيين الى التوبة. وقال المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في تصريح الى "الحياة" ان تلك الدعوة الى التوبة "لمن زلت بهم القدم في هذه الأعمال الإجرامية، دليل آخر على أن الدولة إنما تقصد الإصلاح والخير للبلاد وأهلها، وأن نزعة الانتقام ليست من سياستها". وذكر أن الشريعة نصت على "قبول توبة القاتل والسارق وغيرهما ممن ارتكب الجرائم ، إذا ندم على ما فات وتاب، وعزم على عدم العودة إليه ورد المظالم إلى أهليها فإن الله يتوب عليه". ودعا آل الشيخ "أفراد الفئة الضالة" إلى "التوبة قبل حلول الأجل، حيث لا ينفع الندم"، مكرراً رجاءه "أن يتوبوا قبل أن تزل أقدامهم في أمور لا تحمد عقباها في الدنيا والآخرة"، داعيا إياهم الى "الاعتبار مما نزل بمن يسيرون على طريقهم، حيث لاحقتهم القوات الأمنية وأردتهم بما كسبت أيديهم صرعى". وحض الشيخ محسن العواجي المتورطين بالإرهاب على "أن يتوبوا إلى رشدهم"، وقال ل"الحياة": "هذه ليست المرة الأولى التي تناديهم فيها الدولة لتسليم أنفسهم والتوبة عما اقترفوه". ودعاهم إلى أخذ "العبرة من النهاية الحتمية التي شهدناها أخيراً لزملائهم الذين قتلوا في مدينة جدة، بعدما باءت محاولات إقناعهم بتسليم أنفسهم بالفشل".