الارهاب يضرب مجدداً في المملكة العربية السعودية، وفي العاصمة الرياض، مستخدماً هذه المرة سيارة مفخخة في هجوم انتحاري على مجمع لادارات الامن العام. وأكد وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز "تصميم المملكة على ملاحقة الارهابيين والوصول اليهم ومواجهة اعمالهم الارهابية التي لا تمت الى الاسلام بصلة". وأعلن في تصريحات الى الصحافيين خلال زيارته للجرحى ان الاجهزة الامنية احبطت عشرات المحاولات الارهابية "الأشد والأقسى" من عملية التفجير التي شهدتها الرياض امس. واشار الى ان العمليات الارهابية "لا تستهدف رجال الامن وحدهم بل المواطنين ايضاً"، مؤكداً ثقة قيادة المملكة بكل رجال الامن وبعزيمتهم وتصميمهم على مواجهة هذه الاعمال التي تستهدف سلامة الوطن والمواطن. ومن جهته وصف الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض، خلال زيارته أيضاً للجرحى، ما حدث بأنه "جريمة لا تغتفر في حق وطننا وديننا". وأكد ان "الشعب السعودي كله متحد لمواجهتها". وكان الانفجار الذي هز وسط مدينة الرياض في الثانية ظهر امس في شارع الوشم، بفعل سيارة مفخخة بالمتفجرات قادها احد الارهابيين، اوقع حتى مساء امس وفقاً لمصادر رسمية اربعة قتلى بينهم طفلة سودانية في الحادية عشرة وعقيد من رجال الامن ونحو 120 جريحاً بينهم المدير العام لادارة المرور العميد فهد البشر. واستهدف الارهابيون في جريمتهم الجديدة مجمعاً لادارات الامن العام تضم الادارة العامة للمرور وادارة قوات الطوارىء. وقال احد سكان المنطقة ان سيارة بيضاء من نوع شيفروليه بليزر جيب شوهدت وهي تدخل الشارع الجانبي في الجهة الشرقية من المجمع حين اعترضها حراس الامن قبل وصولها الى البوابة الرئيسية فقام سائقها بتفجير نفسه والسيارة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية "انه عند الساعة الثانية من ظهر امس الاربعاء ... حاولت احدى السيارات الدخول الى مقر الادارة العامة للمرور بالرياض، وتعاملت معها حراسة المقر وفق ما يقتضيه الموقف، فما كان من سائقها الا ان قام بتفجير السيارة وذلك على بعد ثلاثين متراً من بوابة المقر وقد نتج عن الانفجار دمار في المنطقة المحيطة واصابات بين المواطنين ورجال الامن". واشار بيان للداخلية صدر في وقت لاحق الى ان عدد القتلى اربعة. وكان الامير نايف امتنع عن اعطاء أي أرقام عن اعداد القتلى والجرحى نتيجة التفجير قبل الحصول على حصيلة كاملة، خصوصاً ان اعمال رفع الركام كانت مستمرة. وقد تابعت فرق الانقاذ حتى ساعة متقدمة ليل امس عمليات البحث والتفتيش في انقاض مبنيين متلاصقين بحثاً عن ضحايا، مما يشير الى ان الحصيلة المعلنة لا تزال أولية. ويعمل في المجمع نحو 550 موظفاً من المدنيين ورجال الامن ونتج عن الانفجار دمار في المنطقة المحيطة بالمبنى، ولعل ما قلل عدد الضحايا قياساً الى قوة التفجير ان الحادث حصل في الجهة الشرقية المفتوحة والمطلة على موقف للسيارات ومستودع قديم. وأدى الانفجار الى تطاير ابواب ونوافذ العمارات الواقعة في الجهة الجنوبية من مبنى الادارة العامة للمرور. وهرعت سيارات الاسعاف ودوريات قوى الأمن الى المنطقة لاخلاء المصابين في حين تصاعدت النيران من مبنى المستودع المقابل ومن السيارات المحطمة التي تقدر بالمئات، في حين كانت احدى الطائرات المروحية تحوم فوق المنطقة التي تقع فيها قيادة الحرس الملكي السعودي والمجمع الاسكاني للحرس ووزارة الخدمة المدنية.