عاد قسم ضئيل من سكان مدينة الفلوجة اليها أمس تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل اليه بين قوات "التحالف" ووجهاء المدينة، في حين نفذ الجيش الاميركي سلسلة عمليات ليل الاثنين الثلثاء استهدفت شبكات لوجستية للمقاومة في منطقة الفلوجة وعند الحدود مع سورية. وتشكل عند مدخل المدينة طابور طويل ضم اكثر من مئة سيارة وشاحنة امام مفترق على الطريق السريع الذي يربط بين بغداد والحدود الاردنية والسورية. ولم تسمح القوات الاميركية سوى لنحو خمسين عائلة بدخول المدينة. وقام عناصر من المارينز بمساعدة عناصر من الشرطة العراقية والدفاع المدني بالتدقيق في هويات الداخلين وتفتيشهم. وقال ضابط في المارينز عند حاجز على المدخل الشرقي للمدينة "سمح لخمسين عائلة بالدخول اليوم وسيسمح لخمسين عائلة اخرى في الغد وخمسين بعد غد". واوضح ان نقطة عبور ثانية اقيمت شمال غربي المدينة لكنه يجهل عدد العائلات التي عبرت منها. واضطرت العائلات التي سمح لها بالدخول الى السير قرابة اربعة كيلومترات للوصول الى المنازل الاولى في المدينة التي سادها الهدوء. وكان الالاف من سكان الفلوجة غادروها بسبب الاشتباكات العنيفة التي ادت الى مقتل اكثر من 600 من سكانها وجرح اكثر من الف، اضافة الى مقتل اكثر من 100 جندي اميركي. وعاد النازحون على رغم المخاطر بعد ان قال الجيش الاميركي انه سيستأنف عملياته اذا رفض المسلحون تسليم أسلحتهم الثقيلة. ودعت اذاعة للجيش الاميركي سكان الفلوجة الى تسليم اسلحتهم، بما في ذلك الرشاشات وقاذفات القنابل والصواريخ، الى قوات الامن العراقية في مقر محافظ المدينة. وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه الاثنين بعد ثلاث جولات من المفاوضات بين قوات التحالف واعيان الفلوجة على عودة المدنيين. كما ينص على تسيير دوريات مشتركة من المارينز وقوات الامن العراقية وتسليم الاسلحة والعفو عن الذين يسلمون اسلحتهم الثقيلة واتاحة الوصول الى المستشفيات ودفن القتلى. كما ستقوم الشرطة المحلية بالتحقيق في مقتل اربعة موظفين اميركيين في الحادي والثلاثين من اذار مارس الماضي والتمثيل بجثتي اثنين منهم. واشترط الاميركيون تسليمهم المسؤولين عن قتل الاميركيين الاربعة قبل التوصل الى اي اتفاق. وبالفعل بدأت قوات الامن العراقية في العودة الى المدينة امس وانتشر نحو 200 عنصر منها في مقراتهم السابقة. وأعرب عضو المكتب السياسي في الحزب الاسلامي العراقي فؤاد الراوي الذي شارك في المفاوضات عن "تفاؤله" بتقيد المسلحين بوقف اطلاق النار، وقال ان "الازمة طوقت الى حد ما وتم تجنيب المدينة خرابا والامور بدأت تعود الى طبيعتها شيئا فشيئا". واضاف الراوي ان "قائد الشرطة وآمر الدفاع المدني عادا مع عناصرهما الى المدينة وبدأوا تسيير دوريات مشتركة لحفظ الامن". وأكد ان "تسليم الاسلحة الى مراكز الشرطة بدأ فعلا في المدينة". واشار الى ان "الحصار الذي فرضه الجيش الاميركي على عامرية الفلوجة التي تعتبر خاصرة الفلوجة والتي تقع على مسافة 20 كيلومترا جنوب غربي المدينة قد تم رفعه والاوضاع مستقرة هناك". وقال ان "الترتيبات جارية لاعادة الكهرباء والماء والخدمات الاساسية تمهيدا لعودة الاهالي الذين رحلوا عن المدينة". في هذا الوقت اعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية طالبا عدم ذكر اسمه ان "قوات المارينز قامت بسلسلة عمليات عسكرية استهدفت، وبقدر من النجاح، اشخاصا او شبكات عند الحدود مع سورية او في بلدات تقع قرب الفلوجة". وقال "كانت هناك حملات دهم ضد اشخاص يقدمون السلاح والمال"، موضحاً ان هذه العمليات سمحت بالحصول على معلومات حول "الطريقة التي تنتظم بها هذه الشبكات". وقتل خمسة من قوات المارينز خلال نهاية الاسبوع الماضي في اشتباكات قرب الحدود مع سورية. وعلم من مصادر اميركية وعراقية ان خمسة جنود اميركيين وثلاثة مدنيين عراقيين اصيبوا بجروح أمس الثلثاء في انفجار قنبلتين لدى مرور قافلة اميركية في الموصل شمال العراق. وفي الموصل، قتل جندي اميركي وجرح اربعة آخرون في انفجار عبوتين ناسفتين في قافلة من آليات همفي على طريق في حي الاصلاح، غرب المدينة. كذلك نقل ثلاثة مدنيين عراقيين الى مستشفى في المدينة وكانوا مصابين بشظايا.