بكين - أ ف ب - ستتابع بكين، آخر حلفاء كوريا الشمالية، عن قرب القمة الاولى بين الكوريتين التي تفتتح غداً في بيونغيانغ بعد نصف قرن من التدخل الصيني العسكري ضد الجنوب المدعوم من الولاياتالمتحدة. وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونع ايل اهمية العلاقات مع النظام الصيني بتوجهه وسط تكتم شديد الى بكين في نهاية الشهر الماضي في اول رحلة له الى الخارج منذ توليه السلطة بعد وفاة والده "الرئيس الخالد" كيم ايل سونغ في 1994. واعتبر ديبلوماسي غربي ان "كيم جونغ ايل يسعى ببحثه عن دعم من جانب بكين، الى تعزيز موقفه قبل القمة بين الكوريتين". وقال برايان بريدجز استاذ السياسة الدولية في جامعة لينغنان في هونغ كونغ انه في الجانب الصيني، سمحت زيارة كيم جونغ ايل الى بكين للرئيس جيانغ زيمين بتشجيعه على "اعتماد موقف عقلاني خلال القمة بين الكوريتين". ورسمياً، تعبّر بكين عن ارتياحها لانعقاد هذه القمة الاولى بين الكوريتين بعد نصف قرن من الحرب بين الجانبين في شبه الجزيرة. كما تشجع الصين خطوات التقارب الديبلوماسية الاخيرة التي قامت بها بيونغيانغ مع ايطاليا واستراليا والفيليبين ونيوزيلندا. وقالت وكالة "الصين الجديدة" للانباء ان الرئيس جيانغ كد لكيم دعم بكين لاعادة توحيد الكوريتين. وفي الظاهر، تبدو الصين رابحة من تقارب بين الكوريتين يسمح لبيونغيانغ بالالتفات اكثر الى سيول في مطالبتها بمساعدة اقتصادية تخفف عن كاهل الصين العبء الكوري الشمالي. كما يمكن ان يترجم تراجع التوتر في شبه الجزيرة الكورية بوجود عسكري اميركي اقل حجماً في الجنوب، وهذا ما تتمناه بكين. وقال جيا كوينغوو استاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين، التي تعكس عادة وجهات نظر الحكومة، ان عملية توحيد محتملة ستكون "نبأً ساراً". ورأى انه "اذا كان الجانبان قادرين على التطور فان ذلك سيتيح امكانيات اقتصادية جديدة للصين". لكن بكين ستخسر في الوقت نفسه الورقة الكورية الشمالية التي تستخدمها في مواجهة الولاياتالمتحدة بلعب دور العنصر المعدل امام نظام بيونغيانغ الذي لا يمكن توقع تصرفاته. ومنذ ان فقدت 200 ألف رجل في الحرب في السنوات من 1950 الى 1953، تقف الصين باستمرار الى جانب كوريا الشمالية وتقلل في الوقت نفسه باستمرار من قدرات بيونغيانغ العسكرية. وفي نظر بكين ليس "التهديد" الكوري الشمالي سوى ذريعة تستخدمها الولاياتالمتحدة لزيادة قدراتها الدفاعية وخصوصا مشروع الدرع المضاد للصواريخ.